سامى اليوسف
بما أن صنّاع القرار في الاتحاد السعودي لكرة القدم اختطفوا لأسباب تسويقية بحتة نهائي السوبر من جماهير الهلال والنصر، وكرة القدم السعودية البسطاء، وجعلوا منه نهائي سوبر «مخملي» نسبة للطبقة المخملية من المجتمع التي تقصد أوروبا صيفاً.. وتترك للبقية الحسرة بالإكتفاء بالجلوس خلف شاشات التلفزة في حرارة ورطوبة «آب.. اللهاب»، فإن هذا الإقصاء المتعمد، والانتقائي يجعلنا نسأل: ماذا كسبت الكرة السعودية بخلاف السياحة والفلوس؟، وماهي عوائد هذا النقل «المخملي» من النواحي الفنية، والاستثمارية لاحتراف اللاعب السعودي أوروبياً؟، ولماذا شاهدنا مقاعد خالية في مدرجات ملعب لوفتس رود التابع لنادي كوينز بارك رينجرز ذات الطاقة الاستيعابية المحدودة؟
بالعودة للمباراة، فإن الفريقين قدما مستوى فنياً مقبولاً مع ختام فترة معسكريهما في النمسا ظهر فيه الهلال بحالة فنية أفضل بالرغم من الغيابات المؤثرة، وأعطى مؤشرات فنية مطمئنة لأنصاره قبيل مواجهة 25 أغسطس المقبلة أمام لخويا في دوري أبطال آسيا، وهي المواجهة المفصلية نحو اللقب الآسيوي، وسجل لاعبوه الجدد الأجانب والمحليين بقيادة مدربهم الخبير حضوراً يشيع الفرح والاطمئنان لا يعطي حكماً قاطعاً، أو نهائياً.
بينما اتضح أن الغياب مؤثر في صفوف ومستوى النصر، وأن الحالة الفنية لم تكتمل بشكل مطمئن لأنصاره خاصة في ظل عدم انسحام المحليين الجدد، وعدم تجديد الحضور الأجنبي. فوز مستحق للهلال، وبطولة نوعية جديدة في تاريخ الزعيم منحت إدارته، ومدربه، ولاعبيه، وعشاقه مزيداً من الثقة.
أعيدوا للسوبر حشمته
مع التأكيد بأن مخرج السوبر استفز المتلقي بتركيزه على المدرج وتركه أحداث المباراة في الملعب، إلا أن المشاهد لبعض الحضور النسائي المحسوب على مجتمعنا المحافظ للأسف جاء على عكس قيم المجتمع السعودي المتجذرة من تعاليم ديننا الحنيف التي تدعو للالتزام بالحجاب، وكبح مظاهر التبرج والسفور، ومنع الاختلاط في الأماكن والمناسبات العامة.
وتبعاً للمشاهد التي تكرر عرضها، ورؤيتها لـ»بعض» فتياتنا، وسيدات المجتمع الفاضلات هداهن الله، فإن ردود الفعل جاءت رافضة لتكرار مظاهر مثل هذا التحرر من الحجاب الشرعي، أو التباهي بمظاهر السفور بشكل لم نعهده ولا يتماشى مع قيم، وعادات مجتمعنا المحافظ.. وعليه فإنني أرجو من القيادة الرياضية، والجهات المسؤولة الرفيعة في الوطن أن تعيد السوبر إلى شعبيته الجماهيرية وحشمته في الداخل وإلغاء فكرة تصديره مجدداً منعاً لتكرار مثل تلك المشاهد غير المرغوب فيها.
فواصل
- النجم الكبير محمد الشلهوب ينفرد بأرقام تميزه عن أقرانه ليبرهن مجدداً أنه أفضل من يرتدي القميص ذا الرقم 10 في كرة القدم السعودية.
- عندما تحضر العدالة الكروية، فإن أبواق وضوضاء التعصب تختفي.
- شخصية الأمير نواف بن سعد القيادية فرضت على المعسكر الهلالي الانضباطية، ووفرت للمدرب الخبير دونيس أجواء عمل مشجعة، ومحفزة له، وللاعبين، وزرعت الثقة في نفوس الجماهير الهلالية.
أخيراً..
عندما يصف رئيس نادي مدرب فريقه الكروي بالعادل، ويقول بأن من يستحق اللعب سوف يلعب، ويطالب الجمهور بعدم الغضب على المدرب، فإنه يوجه رسالة مطمئنة واضحة، وصريحة للجماهير مفادها أنه يحكم قبضته على مفاصل الأمور بحكم قربه، واطلاعه على خفاياها دون وسيط يحرف، أو يشوه الصورة.