د. خيرية السقاف
في رأسك عقل، وفي رأسي عقل آخر، أليس من العقل أن نتفق على أن نكون عقلاء..؟!!
فإن اتفقنا، فسوف يجري الاختلاف بيننا في ضوء العقل، لا في ضوء الجهل!!
***
ليس غريباً ولا جديداً أنّ الاختلاف سُنة، وطبيعة بين كل الكائنات وفيها، يُرى في المظهر وجزيئاته، ويُدرك في المخبر بمكوّناته، ففي الإنسان إن تآلف مخبران اتفقا..
وإن لم يتآلفا اختلفا، هي سُنّة الخالق في خلقه، وحقيقة المنطوق على لسان رسوله الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام،
فإن فهم الناس عامةً هذه الحقيقة فَهْم عقلٍ، تعاملنا معها في ضوء معرفتها، تعامل عقلاء لا جاهلين.
***
«الجهل آفة»، لا ولم ولن يختلف عليها اثنان، مذ جُهِلت مغبة قتل الأولِ على الأرض لأخيه، وكيفية دفنه على الأرض، وحتى قتل، وتفجير ثالث النماذج لهما مؤخراً ..!
فالجهل خوَّان لصاحبه، سيف باتر لكل حياةٍ في حياةٍ..
ومع أنّ الإنسان يتشبّث بالحياة كليَّتها، فإنه بجهله يخسرها، على أصعدة الحياة المختلفة.
***
هذه الفوضى العارمة غراس الخلاَّقة التي ابتكروها، فصدّقها الجاهلون..
***
الوقائع تجري بالإنسان في ضوء هذه الفوضى في غير ما يسعد البشرية،..
لكن الإنسان يجهل ما قد يكون وراء قبحها،......
فالجهل هشيماً يذرو،
وحطاما يُخلِّف،
لكنه لن يدوم أبداً ما أدرك الإنسان أنّ الجهل «عدوُّه» الأول.