فهد بن جليد
هذه الأيام أشعر بالخجل، كوني أصبحت من (لصوص الأسواق) الذين حذرت منهم سابقاً!.
ممارسة رياضة المشي في المولات، برأيي أنها جائزة صيفاً - والله أعلم - وحتى أخرج من دائرة الحرج، أتعمد سؤال (السيكورتي) عند البوابة، مسموح الدخول؟ على طريقة المُتصلين ببرامج (الإفتاء)، فيقول لي ببراءة: أكيد تفضل، فأعتبر هذا (إذن شرعي) من الشخص المخول بحراسة السوق من (مالكه)، فيجوز لي حينئذ، تحويل ممرات السوق المكيفة، إلى مضمار لممارسة المشي مجاناً!.
ولأن (القيظ يجمعنا) نشأت بيني وبين بعض (الطفيلين أمثالي) ابتسامات، وغمزات مع كل (عاير أو ممر), كوننا نمارس ذات الرياضة يومياً، مع شعوري بأنهم (مُجرد لصوص) يسرقون مكيف وبراد السوق، أما أنا (فلدي أذن) من المالك عن طريق (السيكورتي)، هل رأيتم تورّع أكثر من هذا؟!.
رغم محاولتي تغيير المول بين فترة وأخرى، وتغيير وقت المشي، و تغيير شكلي، إلا أن الفكرة واحدة، فبمجرد أن ترى شخص يلبس (أحذية رياضية) أجلكم الله، وعينه للأسفل، ويمشي بسرعة، وفي أذنه سماعه، غير آبه (بالتخفيضات) من حوله، فاعلم أنه من (اللصوص) أصلح الله حالهم!.
الجميل في الموضوع أن (أبناء العم سام)، تعلموا هذه الحيلة مثلناً، بسبب حرارة الجو التي لا تُطاق!.
من الطبيعي أن تلاحظ (سيقان خواجه) تتخالف في المول أمام ناظريك وهو يسير بسرعة، لا تعنيه نظرات الاستغراب التي توجه إليه ؟! عندما يتم رؤيته طول وعرض، أشقر الشعر، عريض المنكبين، شلولخ، يسير مع زوجته (القصيرة، الفنساء) التي تكون عادة من (شرق آسيا)، فمازال العقل العربي لا يجد تفسيراً منطقياً، لتوجه (شباب و شياب) أمريكا وأوربا وكندا للزواج من الآسيويات، وترك الشقراوات والحسناوات من أبناء جلدتهم (عوانس)، إلا إذا كان الأمر (مُجرد مسيار) ؟!.
ما علينا، الله يستر على خلقه، ما تعلمته هذا الصيف لا يُقدّر بثمن، خصوصاً عندما تؤمن أن ما تقوم به جائز شرعاً، وأن ما يقوم به غيرك (غير جائز)، رغم أنكما تفعلان ذات العمل!.
تدرون، حسبي الله على (خطّافة الخواجات) وبس!.
وعلى دروب الخير نلتقي.