عبدالله العجلان
لم يكن فوز الهلال ببطولة السوبر بالحدث العابر أو كما واحدة من بطولاته الكثر لمبررات عديدة أبرزها: إنها أمام غريمه التقليدي النصر وتأكيد التفوق عليه بعد بطولة كأس الملك، وجاءت متزامنة مع بداية عمل إدارة الأمير نواف بن سعد، وأول اختبار للثنائي البرازيلي أدواردو وألميدا، ولقياس مدى نجاح معسكر النمسا الإعدادي، وبمنزلة تجديد الثقة والاطمئنان لإمكانات المدرب دونيس بعد نجاحه اللافت في قيادة الهلال المتداعي وانتشاله من كبواته الموسم الماضي..
هي بالتأكيد مكاسب ونتائج مفرحة ومبهجة للهلاليين، لكنها تظل وقتية في عرف الفريق الباحث عن حصد المزيد من البطولات، كما أنها في توقيتها (سلاح ذو حدين)، فقد تتحول إلى عكسية إذا توقف طموح مسيروه عند هذا الحد واعتبروها الهدف والمنجز، ولم يعيروا الاستحقاقات القادمة اهتماماً، وفي مقدمتها المواجهة الآسيوية الصعبة والمصيرية أمام فريق لخويا القطري، أو أن يستفيدوا منها في المرحلة القادمة لتكون دافعاً معنوياً وفنياً وجماهيرياً، ولتكريس مبدأ الانضباطية والاحترافية والروح القتالية الذي كان عليه الفريق أمام النصر..
في المقابل فجرت الهزيمة من الهلال براكين غضب نصراوية ظلت خامدة وبعضها كان مستعداً للانفجار ويتحين الفرصة للهجوم على الرئيس الذهبي الأمير فيصل بن تركي لأسباب ودوافع شخصية، وبقدر ما كان الانتقاد طبيعياً ومطلوباً وأيضاً مقنعاً نتيجة المستوى المتواضع الذي ظهر به الفريق رغم اكتمال صفوفه، فإن هنالك لغة حادة وغير منصفة ضد الأمير فيصل تحديداً، الأمر الذي تسبب في تعكير الأجواء النصراوية وتبادل الاتهامات بأسلوب انتهازي سيكون النصر المستقر في الموسمين الأخيرين هو الخاسر أولاً وأخيراً، لأنها لا تعالج المشكلات الفنية والأخطاء الإدارية وإنما تعمل على زيادة الأمور تعقيداً أكثر من أي شيء آخر..
كفاية مغامرة!
انقسم الوسط الرياضي بل المجتمع السعودي بأسره بين معترض ومؤيد لإقامة مباراة السوبر في لندن، وأقول المجتمع بما في ذلك غير المهتم بالرياضة وكرة القدم، لأن التعامل معها تجاوز الشأن الكروي والتنافسي المعتاد وامتد ليشمل آراء وأطروحات وتعليقات دينية وسياسية واجتماعية، والإشكالية أنها بلغت حداً متطرفاً سواء بالتأييد أو الرفض، مما أفسد بعض الأفكار المقنعة والرؤى النيرة..
صحيح من المفترض تناولها في حدودها الكروية وهل إقامتها في لندن تجربة ناجحة أم فاشلة؟ لكن هذا لا يلغي واجب الحديث عن وجود أخطاء وممارسات لابد من بالتنويه عنها، وأعني بذلك عبث الإخراج التلفزيوني وتماديه في إهمال ما يجري داخل الملعب، لدرجة أن المشاهد أصبح يشك في أن مخرج المباراة جعل الأولوية في اتجاه وتركيز الكاميرات للبنات وليس لمجريات وأحداث المباراة..
بالنسبة لي فإلى جانب الإخفاق في الإخراج فإن التجربة لم يحالفها النجاح فيما يتعلق بالجوانب الإعلامية والفنية والجماهيرية، لذلك أتمنى عدم تكرار إقامتها مستقبلاً خارج المملكة، لسبب بسيط وهو أن جميع عوامل نجاحها متوفرة في أكثر من ملعب داخل المملكة..
من الآخر
* بداية سعيدة ونجاح إداري متوقع للرئيس الهلالي الخبير الأمير نواف بن سعد..
* أثبت اليوناني دونيس في لقاء السوبر أن المدرب المتمكن يتألق ويتميز ويتفوق بالقرارات الصعبة..
* بات من الصعب على المدرب النصراوي ديسلفا أن يستعيد ثقة الجماهير بقدراته في الفترة القادمة..
* كشفت مباراة السوبر وقبلها مباريات ومناسبات عديدة أهمية أن يكون للاتحاد السعودي دور وتدخل وضوابط وشروط يجب على القناة الناقلة للدوري والمسابقات السعودية التقيد والالتزام بها..