فهد بن جليد
العاطلون في مُجتمعنا مشغولون، حتى أنّ أحدهم لا يستطيع البحث عن وظيفة لأنه مشغول مع الأصدقاء في (تنفيخ الشيشة)، وشرب القهوة، ومتابعة تويتر، وإدارة (قروبات الواتس اب)، إلى غير ذلك من صور الانشغال ؟!.
أكثر إجابة صادمة سمعتها، عندما سألت أحدهم لماذا لم تُقدم على الفُرص الوظيفية المُتاحة مؤخراً، أجابني بطرافة: أنه كان مشغولاً مع (فلان)، قائلاً : نحاول نرجعه لوظيفته، فقد فُصل بسبب غيابه..، لا أعرف لماذا تذكرت قصة (الأعمى الذي يقود أعمش) ؟! و(الأعمش) هو من ضعف بصره، لأنّ عينيه تدمعان باستمرار!.
من أصعب اللحظات أن تجد نفسك تُمارس (هذا الدور) محشوراً في قضية لست طرفاً فيها، والسبب هو (حسن الظن) وثقة الآخرين بك - كونك تُجيد الإنصات - فالجميع لا يعلمون أنّ الطبيب قد حشا أذني (بالقطن)، مما نتج عنه ضعف في السمع خلال الفترة الماضية، في مُجتمع يعاني في الأصل من (أزمة إنصات)، لذا اعتقد المقربون مني (زوراً وبهتاناً) أنني أجيد هذا (الفن)، كخبير في حسن الاستماع، وحل المشاكل..!.
قبل يومين اتصل بي أحد هؤلاء (المخدوعين)، قائلاً أرجوك أحتاج مقابلتك بأسرع وقت، لن يفهمني غيرك، ودي أفضفض.. وما راح يريحني (إلا أنت) ! عندها انتفش ريشي، (ونزعت القطن) من أذني، وشعرت بأهميتي، وقلت له اليوم؟ (مُستحيل) أنسى الموضوع ! عندي اجتماع في (الفندق الفلاني) واستشارة لشخص عزيز حتى (التاسعة)، ولكن إذا كنت مُصّراً، لعلك تنتظرني في (مطعم الفندق ..) عشان ألبي دعوتك على العشاء، وأسمع مُشكلتك..!.
صاحبنا من الشجعان (المُعددين)، والمشكلة ليست في (زوجتيه) فقد انتهت المشاكل بينهما مُنذ فترة، ليتفاجأ بصراع الجبابرة (صراع الحماوات)، أم (زوجته الأولى) لها مطالب مُتعددة، وأم (زوجته الثانية) كذلك ، والمثل يقول : اهدي (حماتك) وردة في ذكرى (ميلاد زوجتك) حتى لا تخسر كثيراً!.
أعدت القطن إلى أذني - بعد أن فرغت من البوفيه - وقلت له: موضوعك يحتاج جلسة (شاي أخضر)، حتى نبحث الحلول..!. - يتبع -
وعلى دروب الخير نلتقي.