فهد الحوشاني
يتجاهل زعماء الشيعة سواء في الحكومة العراقية أو في المليشيات والأحزاب والمرجعيات مسألة مهمة، وهي أنهم عندما كانت السلطة بيد السنة، فإن السنة كمواطنين لم يشكلوا مليشيات ولا أحزابا ولا فيالق لقتل إخوانهم الشيعة كما يحصل الآن في العراق! حيث يتنادى الكثيرون لخوض معركة مقدسة ضد السنة بدءا من إبعادهم من المشاركة السياسية
لتتشكل أول حكومة طائفية في الوطن العربي! وانتهاء بتشكيل مليشيات ترفع الشعارات الطائفية للقتل على الهوية، بلاشك إن الشيعة وقع عليهم ظلم إبان حكم صدام ولكن ذلك ليس حكرا عليهم فكان الظلم يقع على الجميع، ومع ذلك فكان منهم المسؤولون البارزون في حكومة صدام!
الاستقواء بدولة أجنبية على الأهل والجيران والمواطنين، وإبعادهم عن المشاركة السياسية وسفك دمهم وتهجيرهم فقط لأن هذه أوامر إيران، وإشعال نار الفتن بين السنة والشيعة كما يحصل في عدد من البلدان ليس من صالح الشيعة على المدى البعيد وسيجعل من الخلاف السني الشيعي مسارب مفتوحة يدخل منها الأعداء، ما يحصل الآن هو بالتأكيد من صالح السياسة الإيرانية التي تستهين بالعرب سنة وشيعة وتستخدم الشيعة لتحقيق مصالحها.
الألم الكبير الذي سببته المليشيات والفيالق الشيعية للسنة لا أعتقد أن من السهل على العراقيين نسيانه، والخوف هنا أن تتشكل الدائرة المغلقة التي من الصعوبة الفكاك والخروج منها! وربما أخذ البريء بجريرة المسيء وسيدخل العراق بين فترة وأخرى بدوامة كريهة من الفتن!
نستمع أحيانا إلى أصوات شيعية تصدح بالحق ولكن على استحياء من سياسيين ومرجعيات دينية، لكن الإعلاميين والفنانين والمثقفين بشكل عام يلزمون الصمت المريب تجاه ما يفعله الشيعة بإخوانهم السنة في مدن العراق وقراه، والذين عاشوا معهم قرونا طويلة تكاد لا تعرف من هو السني أو الشيعي!
الأيام دول بين الناس، وما تفعله إيران بالعراق من تحويلها إلى دولة طائفية والإكثار من القنوات الشيعية التي تحرض على السنة وتثير الفتن وتسب الرموز الدينية هو نهج إيراني يراد منه فك الارتباط الشعبي السني الشيعي وزرع بذور الشك بينهم وقد نجح المخطط إلى حد بعيد مع الأسف الشديد! ما يحصل الآن وحصل قبل ذلك من الإساءة للسنة وتهجيرهم وحرق بيوتهم وتصفية زعمائهم وقتل كل وطني شريف يرفض التدخل الإيراني هي مثلبة سيسجلها التاريخ كوصمة عار وسيعلقها في رقاب الفاعلين والساكتين عن الحق، فالأحفاد دائما يجنون حماقات الأجداد وأفعالهم بينما الأجداد يعتقدون أنهم يحسنون صنعا!