ميسون أبو بكر
كان يوم الأحد الماضي هو اليوم الأول في العام الدراسي الجديد، أسأل الله أن يكون عاما موفقا لطلابنا أبنائنا فلذات أكبادنا، وقد أتخيل اليوم الأول وما يصاحبه من إشكاليات سواء في صعوبة الاستيقاظ باكرا أو صعوبة مواصلة اليوم للمواصلين دون نوم نتيجة التعود على السهر أيام الإجازة أو للصغار الذين يرفضون الذهاب للمدرسة في عامهم الأول ثم في أزمة السير في الشوارع، وقد تنتهي في المدرسة و(حوسة) ترتيب الطلاب في الفصول وتوزيع الكتب المدرسية وما إلى ذلك.
وقد قدر لي أن لا أكون في هذا اليوم داخل المملكة, حيث بدأت إجازتي السنوية متأخرة قليلا ولم تكن دهشتي كبيرة بل كان حنقي أكبر حين لاحظت تواجد بعض العائلات بأطفالها في الخارج رغم بدء العام الدراسي وكان العدد حيث أنا لا بأس به، تجرأت واستوقفت طفلا ولما أخبرني أنه من المملكة سألته عن تواجده في الخارج بينما الدراسة بدأت فأجابني بكل عفوية وطفولة؛ أول أسبوع ما يهم، أصلا ما ندرس شي!!!
هذه العبارة من الطفل جعلت أسئلة كثيرة تتزاحم في رأسي؛ هل هذا عدم اكتراث بالدراسة وجهل بقداسة التعليم وتعدي على مكانته ؟ هل هو تخطيط سيّء من الأهل الذين تجاوزوا أيام العطلة واقتطعوا أياما من أيام المدرسة؟؟ أليس هو تربية خاطئة لأطفالهم, حيث يكتسبون عدم الاكتراث لحدث سنوي وهو التقيد بوقت الدراسة؟ والمقرر له من وقت سابق!! هل نحن فاشلون في التخطيط فلا نعرف كيف نخطط وكيف نتقيد بمواعيد ثابتة!! وكيف تكون تربيتنا صحيحة وسلوك البعض مع أبنائهم يتخالف مع القيم التي لا بد أن يكتسبها الأبناء؟
كيف سيتعمق فيما بعد الشعور بالمسؤولية لدى الطفل المتخلف عن المدرسة؟ وكيف يا ترى سيكون وضع الجيل القادم؟
تجاوز وقت الدوام وإهماله مع سبق الإصرار سيولد للطفل حالة من العشوائية يعيشها فيما بعد في حياته القادمة وفي دوامه في العمل وفي مواعيده الحياتية وإني لأضع الأهل في قفص الاتهام, حيث لا أسباب تعيق العودة للوطن والانخراط في الدراسة عدا ظرف طارئ قاهر.
ولعلي أعود لقرار مهم وضعه سمو الأمير خالد الفيصل حين كان وزيرا للتربية والتعليم بعدم قبول غياب الطفل عن المدرسة إلا بتقرير طبي موثق وقد التقيت طبيبا فيما بعد وأخبرني عن آلية منح التقارير في ذلك الوقت والتشديد من قبل وزارة الصحة على الأطباء لعدم منحها مجاملة ودون عذر طبي قوي.
هل يلزمنا وضع قوانين وعقوبات صارمة لضمان عدم تجاوزها والالتزام بأمور هي بطبيعة الأحوال حتمية وكان لا بد من الالتزام بها!
الكثير من الدهشة والألم في نفس الوقت هو ما أثار هذا الموضوع الذي يترتب عليه تأخر الطالب عن مقاعد الدراسة وتغيبه عن بعض الدروس والحصص وعدم استلامه للكتب المدرسية وإرباكات قد تعود على المدرسة وترتيب الطلبة في فصولهم بما لا يحمد عقباه، ثم قد تصبح ظاهرة تسيء لمجتمعنا وأبنائنا وسير العملية التعليمية.
في الجانب الآخر مقاطع الـ (يوتيوب) التي انتشرت حول بادرة رجال الأمن حماهم الله في مناطق المملكة المختلفة والذين استقبلوا اليوم الدراسي الأول بتوزيع الورود للطلبة في الحافلات والسيارات لهو أمر مبهج أبعد عن مخيلتنا فكرة أن المدرسة شبح والالتزام بالاستيقاظ الصباحي هو كابوس وأمر مزعج.
أبناؤنا الطلبة.. ابتدأ العام الدراسي فاستقبلوه بحزم وحب للدراسة والتزام بموعد سنوي مهم، فمن جد وجد ومن زرع حصد ومن سار على الدرب وصل.