إبراهيم بن سعد الماجد
مقولة تاريخية للملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - قالها موبخاً يوماً ما من أراد بدولة الكويت سوءًا قال: ألا تعلمون أن الكويت جزء من المملكة؟ قال هذه الكلمة البسيطة في كلماتها العظيمة في مدلولاتها, وهو الرجل الحكيم, والسياسي العظيم, فكان لهذه الكلمة البسيطة أثرها البالغ عند البعيد قبل القريب.
وفي عهد الملك فهد - رحمه الله - كان التطبيق العملي لهذه المقولة, فكان الموقف الشجاع والعظيم إبان غزو العراق ذات صباح مشؤوم لدولة الكويت الشقيقة, فكان ما كان من حشد العالم أجمع لتطهير أرض الكويت من الغازي, وعودة الحكومة الكويتية في مدة وجيزة, وقبل التحريركانت المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً فاتحة القلوب والبيوت لأهلنا أهل الكويت بكل الحب وبكل الأخوة الصادقة.
أورد هذا الكلام اليوم ودولة الكويت الشقيقة كما هي باقي دول الخليج يُراد بها سوء من خلال عدونا المشترك الذي يستخدم أساليب مختلفة ومبررات متعددة، وكل الهدف واحد, ففي المملكة العربية السعودية كان لشرذمة داعش جرائمهم المعروفة من قتل للمصلين وتهديم للمساجد وتمزيق وتدنيس للقرآن الكريم, بدون أي سبب أو مبرر, إلا أننا شعبا وقيادة مرتدون !! ولذا يجب قتلنا ! قاتلهم الله أنا يؤفكون.
وفي مملكة البحرين يحصل ما يحصل نتيجة لطائفية مدعومة من ملالي طهران علانية وعلى رؤوس الأشهاد!! فكان ما كان من أحداث, ضُبط المنفذون بالجرم المشهود وثبت من هو الداعم والموجه.
وفي الكويت تُضبط ترسانة من الأسلحة التي تكفي لتدمير كامل الكويت, ويتم ذلك بتخطيط منظم جداً,كان له أن يتم لولا لطف الله ثم يقظة رجال الأمن في دولة الكويت.
ملالي طهران وشرذمة حزب الله اللبناني وخونة من الداخل الكويتي ثلاثي كان يعمل بكل خبث لإحداث أكبر تدمير لهذا البلد الشقيق, مما أكد أن هؤلاء الصفويين أطماعهم أكبر مما يتخيله الإنسان, فهم يريدون كامل دولنا تحت سيطرتهم ووصايتهم, فكما حدث في العراق ويحدث الآن في سوريا هم يريدونه أن يحدث في دول مجلس التعاون الخليجي.
إن هذه الوتيرة المتسارعة في محاولة إحداث أكبر تدمير وفوضى في دول الخليج, إنما كانت نتيجة طبيعية لما أحدثته عاصفة الحزم من صدمة عنيفة ليس على المستوى العسكري فحسب, وإنما كذلك على المستوى السياسي, فقد أثبتت المملكة العربية السعودية أنها وكما كانت دوماً هي الدولة الإسلامية المؤثرة والقائدة للعالم الإسلامي, وأن محاولات إيران طوال هذه العقود لم تثمر إلا المزيد من الفقر والإحباط للشعب الإيراني الذي يمر بأسوأ حالاته المادية والمعنوية.
لقد وقفت المملكة العربية السعودية مع جميع قضايا العالم الإسلامي وقفة الأخوة والمسؤولية, ولم تكن يوماً من الأيام ترجو من وراء هذه المواقف وهذا الدعم أي مكسب سياسي وإنما كان دافعها شعورها بالمسؤولية تجاه الأشقاء, ومنهم جمهورية إيران في بعض الكوارث التي ألمت بها في سنوات مضت, لكن إيران الدولة العابثة أينما حلت, ليس في أجندتها إلا تمزيق الأمة وفرض هيمنتها الباغية على المنطقة كمرحلة أولى, وتمكين أتباعها الأقلية على الأكثرية من مواطني المنطقة,كما هو حاصل في العراق, بل أبعد من ذلك سلوكها مسلكاً عنصريا عرقيا يبيح لمليشياتها قتل أي إنسان على غير ملتهم!!
الكويت الدولة التي تربطها بإيران علاقات كنا نعتقد أنها جيدة, هاهي تتعرض لأكبر محاولة إرهابية عمل على تنفيذها كما أسلفت مثلث إيراني لبناني وداخلي خائن, لو قُدر لها أن تتم لكانت الأكبر على مستوى العالم.
في كل أحاديث القيادة السعودية من لدن المؤسس - رحمه الله - إلى عهد الملك سلمان - حفظه الله - كل التأكيد على أن أمن الكويت يعني أمن المملكة العربية السعودية, وأن أي محاولة لزعزعة أمنها ستقف له المملكة بكل قوة.
عاصفة الحزم لا شك أنها أحدثت ما قد نسميه اضطرابا وفوضى في العقلية الإيرانية لكونها أفسدت عليهم الكثير من مخططاتهم التي كانوا رسموها طوال السنوات الماضية, ولذا كان تحركهم في المنطقة تحركاً غير مدروس, وإنما يأتي من باب إحداث إرباك لعاصفة الحزم بأي شكل من الأشكال, وما حدث في المملكة والبحرين والكويت يأتي في هذا السياق.
والله المستعان.