عبد الاله بن سعود السعدون
تعودنا على الأنفلونزا وصنوفها، بعضها استطعنا أن نحمي مجتمعاتنا من شرورها بأمصال المناعة المؤقتة منها والدائمة، وبعضها تمرد وتحدى مراكز الأبحاث الطبية وأخذ يسقط بضحاياه حتى الذين احتموا داخل المستشفيات لم يستطع الطب الحديث حمايتهم وشفاءهم من هذا الوباء الساري.
وأنفلونزا داعش تجمعها بالأوبة التي نعرفها مثل أنفلونزا الطيور والخنازير والبقر وغيرها ظهرت وتلاشت ولم نعرف مصدرها وكثرت الشكوك بأنها نوع جديد من الأسلحة الجرثومية تجربها علينا إسرائيل وحلفاؤها، ومما يؤكد هذا الحدس أنها لم تزر إسرائيل ولم تتخط حدودها بل وجهت نحو أمتنا العربية الغافية بفرقتها وبشكل انتشار وباء الأنفلونزا نفسه ظهرت داعش لتفتك بالعروبة والإسلام وتنشر الرعب والخوف والقتل بقطع الرقاب بالسيف أو حرقاً، والمصيبة باسم الإسلام، فالجزء الأكبر منهم مظللون بفتاوى غير ملمة بالدين الحنيف، مهزوزة فكرياً لتهيئ شبابنا المتحمس دينياً وترميهم في أتون نار الحروب التي افتعلوها لتمزيق وحدته الوطنية بحجج واهية توقظ الفتنة الطائفية وتسعى لتقسيم المسلمين إلى أحزاب وشيع وتكفير أغلبهم دون التزام بفتاوى المراجع الأسلامية المعتمدة. وأتساءل بصوت عال عن خداعهم لشبابنا العربي والذين تثقفوا بعلوم الدين الصحيحة في جميع مراحل دراستهم علاوة على البيئة الإسلامية الوسطية التي عاشوا وقوي عودهم في وسطها، وتحت تأثير أساليب ومغريات مغلوطة من أصحاب الفتاوى غير الملتزمة تحولوا إلى عصابات متوحشة مقادة من قيادات مجهولة الانتماء والولاء يأمرون بقتل مجاميع إسلامية بريئة في أسواقهم أو حين تأديتهم لصلاتهم في بيوت الله ليحولوا أمانها وروحانيتها الساكنة إلى تفجير مرعب يأخذ معه نفوساً مسلمة خاشعة تؤدي مناسك دينها تقرباً وطاعةً لرب العرش العظيم... والداعشي المجرم يتمزق منتحراً، ويضحك على عقولهم الصغيرة من جندوهم من تسلسل الخليفة والأمير مقنعيهم بسذاجة بأن هذا العمل الإرهابي جهاد ضد أعداء الله والإسلام لسحق مجموع المرتدين عن الطريق السوي الذي أتبعه جنود الدولة الإسلامية، ولم يعلموهم بأن هذا العمل الجنوني الانتحاري يشوه روح الإسلامي المنادي بجدالهم بالتي هي أحسن معتمداً على الدعوة الصادقة ملفوفة بروح السلام والمحبة، وقتالهم الإجرامي هذا يقودهم إلى جهنم وبئس المصير ولا يوجد بها غير السعير، فلا حور عين ولا أنهار النعيم كما وعدهم مستغلوهم من قادة هذه التنظيمات المشبوهة. فبعد الانتهاء من واجباتهم المنوطة بهم من رعب وتخويف وتخريب دول العالم العربي وهدم ماضيها ونسف حاضرها وسيتركهم خليفتهم والمرتزقة الأجانب مقرهم الآخر الموعود لهم في فلوريدا أو تل أبيب وقد يفضلون ملاذهم الأخير في طهران الفارسية.... والمساكين منبابنا المخدوعين بطرق ومغريات هذه الزمرة الحاقدة على الإسلام والمسلمين يلفونهم بأحزمة ناسفه للقيام بعمل لا يرضاه الله سبحانه ولا رسوله الكريم لاقتراف الانتحاري ذنوباً مهلكة أولها بحق نفسه وقد نهي الإسلام الحنيف عن الانتحار لقتل الإنسان لنفسه متعمداً، والأدهى من هذا الجرم الكبير تسببه بقتل إخوانه المسلمين الأبرياء دون مسبب محدد يدعوه للقيام بهذا العمل الإرهابي إلا أن عقولهم المغسولة والتي تحركها أصابع خلفائهم وأمرائهم نحو القتل والتهجير وسبي نساء أهل الكتاب وبيعهن بسوق النخاسة مجبورات بالقوة، أي إسلام هذا الذي يجعل الإجرام والإرهاب والتخويف نهجاً لدعوته المزعومة! وللأسف شوهت الإسلام وجعلت المسلمين شعوباًً منبوذة في المجتمعات المتحضرة الأخرى.. ألا تعلمون بأن الذين ألبسوكم السواد ورفعوا لكم الرايات الغريبة وسلطوكم على أمتنا العربية لتدميرها وإرجاعها للقرون الوسطى من التخلف والرجعية وجعلوكم أدوات تخريب وتدمير بتزويدكم بأحدث الأسلحة والمعدات، ولا تنسوا بأنهم حددوا لكم ساعة النهاية بعد أن تنهوا ما أوكل لخليفتكم وأتباعه المقربين والمعفيين من قيادة السيارات المفخخة ولبس الأحزمة الناسفة من الذين تم الاتفاق معهم واختيارهم وتدريبهم في معتقل بوكا القريب من البصرة وعلى رأسهم خليفتكم البغدادي وسهلوا لهم مرور المرتزقة الأوربيين ليزيدوا عددكم، وحسب تخمينهم أن بقاءكم في أرض العراق والشام سنين معدودات وبعدها يستعدون لتدميركم والقضاء على المساكين من شبابنا المضلل بأفكاركم ومغرياتكم السرابية... فاتكم أن تقدم الأمم وقوتها يتأتى بسلوك طريق السلم والاستقرار متسلحين بالعلم والمعرفة مواكبين التقدم الهائل في مجال الابتكارات الحديثة. إني أوجه ندائي التحذيري لكل المراجع والمنظمات الإسلامية المعتمدة رسمياً مثل رابطة العالم الإسلامي ومؤتمر التعاون الإسلامي ودار الإفتاء في الدول العربية مع استطلاع رأي الأزهر الشريف نحو هذا الإرهاب القاتل باسم الإسلام، وتصنيف هذه الخلافة المزعومة لفضح جرائمها والعمل الجاد لإنقاذ الأمة من هذا الوباء الإرهابي.
كما أتساءل أيضاً عن حصانة حدود إسرائيل وإيران لمنع تسلل أنفلونزا داعش لداخلها وقبلها أختها الكبرى القاعدة بل تفتح لجرحاهم المستشفيات الإسرائيلية والإيرانية لمعالجتهم وإعادتهم أصحاء لاستمرار جهادهم المزعوم ولم نسمع عن إصابة صهيوني أو فارسي واحد بعدوى هذا الوباء الذي كرس شره كله على أبناء الأمة العربية لشغل جيوشها وتدميرها وباسم الجهاد والإسلام، وفي الحالتين البلية أعظم.