مهدي العبار العنزي
المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان تشير إلى أن جميع الناس يولدون وهم متساوون في الكرامة والحقوق. وهذا لا يتنافى مع الدين الإسلامي الذي سبقهم قبل ألف وأربعمائة عام،
والذي أكد أن البشر ينحدرون من أصل واحد ومن رحم واحد ومن أب واحد بصرف النظر عن الجنس واللون والديانة. نعم هذا هو الأساس، وهذا هو المقياس، في نظرة دين الرحمة إلى كل الناس.
ولكن - وبكل أسف - جاء من ينتمي إلى هذا الدين وقلب الموازين، وتسبب للمسلمين بانهيارات وأضرارٍ كبرى بالإنسان والجماد والحيوان، أصابوا البشر بالذهول، وحطموا العقول، استباحوا الحدود، وحطَّموا الحضارة والتراث والوجود، حرَّموا الحلال وحللوا المحرمات، والتي تمثل القتل والسلب وهتك أعراض المحصنات، وأصبحت أمة محمد التي ينتسبون إليها تعاني من أعمالهم الأمرَّين، حرموهم من نعمة السلام والأمن والوئام، والتعاضد والاتفاق والعيش الكريم، غير مبالين في العقوبات الربانية، وغير ملبين لنداء وآداب النصوص الشرعية من الكتاب والسنة النبوية والتي ترفض وتندد وتتوعد بكل أعمال الشر ومن يرتكبونها، متناسين أن الإسلام يحول بين المرء وبين ارتكابه الجريمة في شتى صورها ضد أخيه. وبدَّلوا هذا المبدأ إلى إثارة الخوف والرعب في نفوس أبناء جلدتهم، لم يتعظوا بقول سيد البشرية نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم، والذي قال «من أشار إلى أخيه بحديدة، فإن الملائكة تلعنه حتى وإن كان أخاه لأبيه وأمه». فهاهم يفجرون وينحرون ويقتلون الناس حتى في بيوت الله بأحزمة ناسفة، ويوجهون فوهات بنادقهم ومدافعهم القاصفة إلى صدور إخوتهم في العقيدة والدم والقربى. لقد طفح الكيل وأصبح العالم يردد ويقول.. ولابد من حلول، خاصة أن كل الدساتير العربية والإسلامية تثبت أن الدين الإسلامي دين الدولة، وأن هذا الدين لا يقر على الإطلاق التكفير والغلو والإرهاب، ولا يقر كل الأعمال التي تنال من كرامة الإنسان ومكانته وممتلكاته وحياته. وحتى لا تذهب هذه الدساتير حبراً على ورق، فلماذا لا تتحول إلى قوانين جزائية وجنائية وجرمية لتكون رادعة في حق كل معتد، لأن في ذلك قطع لدابر أهل الشرور وزراع الفتن ومن يسير في طريقهم، وإفهام المغرر بهم أن كل أعمال الشر محرمة في كل الأديان وفي كل الأزمان، وقد يعود إلى الصواب من يشعر بلذة الإيمان، ومكانة القرآن والأمن بالأوطان، وترك طريق الشيطان. إنها رسالة إلى أمة محمد، فَعِّلوا دساتيركم لحماية شعوبكم ومقدساتكم ومصيركم، حصِّنوا مجتمعاتكم واحفظوا عقيدتكم من الانهيار والخراب والدمار، فهل من مجيب!!!!