مهدي العبار العنزي
عندما يفقد الإنسان عقله فإن كل أعماله وتصرفاته لا تعود عليه ولا على أسرته ومجتمعه بالخير، وقد يتجاوز بتصرفاته كل الممنوعات شرعا ونظاما ويضرب بالأخلاق عرض الحائط، انه من المؤسف حقا ان تنطبق هذه المواصفات على كثيرٍ من أبناء الأمة العربية
والذين فقدوا عقولهم وفقدوا إرادتهم لحل مشاكلهم وتصليح أوضاعهم؟ فقدوا العقل ومعه فقدوا قدرتهم على التمييز بين الحق والباطل، وفقدوا مكانتهم بين دول العالم التي قد تصيبها الدهشة مما حل بأمة الضاد من كوارث وسفك دماء. وتدمير مدن وقتل أبرياء وعداوات لا مبرر لها على الاطلاق.
لقد سمحوا بتدخل الأعداء لقتل أبناء جلدتهم وتعاملوا مع من لا يريد لهم الخير تحت ذرائع لا يقبلها إلا من فقد عقله. ولازالوا على هذه الحال التي فرقت شملهم وحطمت طموحاتهم وغيرت كل فضائل التراحم والتلاحم إلى الاقتتال والتخريب والتشريد. فهل من مزيد وهل يأتي العيد بأي حالٍ كما جاء في القصيد؟
يا عيد بأي حالٍ عدت يا عيد، لو عاش المتنبي ماذا يقول وهل يغير مطلع قصيدته ليقول، عيد اقتتال ونهب عيد تهديدُ.
اجيال مضت والى عهد قريب كان العرب يعيشون فرحة العيد بكل معانيها وصورها المشرقة، والتي تدعو إلى التآخي والتآلف والتعاضد ومساعدة المحتاج واغاثة الملهوف والمشاركة الفاعلة في اسعاد الناس بعضهم لبعض، كانوا يدركون ان ارفع الناس قدراً من لا يرى قدره، واكثر الناس تواضعا من لا يرى فضله، ولكن وبكل مرارة في هذا العصر هناك من فقدوا العقل ولم يدركوا أحب الناس إلى الله انفعهم لخلقه وبدلوا هذه الفضيلة الخلقية إلى قتل الناس وترويعهم في بيوتهم وشوارعهم وحتى في مساجدهم. حقا انها مأساة يعيشها العرب كبارا وصغارا افقدتهم بهجة العيد ومعانيه السامية. فكيف يفرح طفل وقد فقد أباه أو أمه أو بيته؟ وكيف تفرح امرأة وقد فقدت زوجها أو أباها أو فلذت كبدها؟ وكيف يفرح رجل وهو يشاهد انتهاك عرضه وسلب امواله وقتل أبنائه أو ابناء جيرانه؟.
هؤلاء كيف يعيدون؟ نعم عندما يفقد الانسان عقله فقد ضميره وتجرد من انسانيته.