فهد بن جليد
المقصود من العنوان أعلاه (بحجاب) أو (بدون حجاب)، وهو مشروع تدريبي وتأهيلي تقدمت به شابة ألمانية بهذا الاسم، وفاز بجائزة مالية من الأمم المتحدة هذا الأسبوع، وبهدف (لتحسين أوضاع المسلمات المحجبات)، ومنحهن الفرصة للعمل!.
الأمم المتحدة وجدت في هذا المشروع فرصة لإلزام الشركات الأوروبية للتعامل مع المتقدمات للوظيفة وفقاً (للمؤهل والخبرة) دون تمييز (للشكل)، وأن مسألة ارتداء الحجاب، (قضية شخصية) تعود للإنسان نفسه وقناعاته الدينية، ويجب أن لا تكون سبباً في التميز العنصري بين المتقدمات!.
المسلمات في أوروبا يخضن معركة طويلة للتمسك بالحجاب، بل إن أكثر من محكمة أوروبية أنصفت العديد من النساء، وحكمت لصالحهن عندما تعرضن لهذا النوع من التفرقة!.
في بلداننا العربية والخليجية، يخلط البعض بين (الحجاب) كموروث شعبي، و(كأمر شرعي) أو (التزام ديني) حيث إن تطور المرأة، وتمسكها بقناعاتها، يُعبر عنه هنا -بطريقة خاطئة- عبر التخلص من بعض العادات وفي مقدمتها الحجاب! حتى أن هناك نساء تعتقدنّ أن (الحجاب) عنواناً للتخلف، والرجعية، وأن عدم ارتدائه يعني التطور، ويُعطي انطباعاً عن التمدن، والتحرر من القيود، والقدرة على الإبداع، والحصول على الفُرص، وتصدر المواقف!.
مُخجل القول بأن المسلمة في أوروبا تُجاهد من أجل التمسك بحجابها (كدين)، بينما بعض النساء في المنطقة العربية يتسابقن لنزعه (كعادة)، بمجرد حصولهن على وظيفة، أو عند السفر إلى خارج بلدانهن، إنها -مُعادلة مُحيرة- تحمل في طياتها الكثير من المفاهيم الخاطئة!.
يقول لي شاب يعمل في مطعم إن النساء بمجرد أن يعلمن أنه (سعودي)، يُصيبهن (عاصوف) وتبدأ كل واحدة منهن، في التقاط أي شيء لتغطية شعرها ووجهها، بينما يتعاملن مع (غير السعودي) بطريقة مُختلفة تماماً..!.
قبل فترة من الزمن تحدثت مع (مبدعة سعودية) لتكون ضيفة في إحدى القنوات التلفزيونية، ولكنها قالت إنها ترشح زميلتها (غير سعودية) للخروج بدلاً عنها، فقلت لها أنتِ أحق، وصاحبة الفكرة، هذا مشروعك.. اكتشفت عن أنها تعتقد أن التلفزيونات لا تُظهر النساء (المُنقبات)!!.
هذه الانهزامية التي تشعر بها (بعض النساء) في قضية الحجاب، داخل وخارج بلدانهن، تحتاج لتفسير!.
وعلى دروب الخير نلتقي،،،