د. عبدالعزيز الجار الله
حتى وأن عرفنا أسباب تحرك الأمواج البشرية من الشرق الأوسط وجنوب المتوسط وجنوب الصحراء الأفريقية، وهي تعبر غرقا مياه البحر الأبيض المتوسط الغادرة التي التهمت الأطفال، النساء، الشيوخ دون استثناء، مالذي سيتغير في المعالجة هناك أمر واقع على الأرض أجسام وأنفاس وأنفس بشرية عبرت وستعبر المتوسط لتصل إلى أوروبا هرباً من القتل وجحيم البقاء في بلدانها.
كانت الهجرات مسموحة بين الإمبراطوريات القديمة في غرب آسيا ووسطها وشرق أوروبا، شعوب وأقوام تتحرك في خط هجرات قديم فجاءت حدود الدول لتنظم حركة السكان وهجراتها، فكانت هناك هجرات تتم من الشرق وآسيا الوسطى على طول التاريخ عبر القوقاز وجورجيا وتركيا واليونان سلكته في (30) سنة الأخيرة هجرات من شرق آسيا (أفغانستان باكستان) بسبب الحرب السوفيتية (روسيا) والأمريكية على أفغانستان والأوضاع المتردية في بلدان الشرق الاسيوي، أيضا هجرات المتوسط من سوريا والعراق حركتها الخسائر التي تعرضت لهما حكومتا العراق وسورية، كذلك هجرات جنوب الصحراء الإفريقية الأزلية عبر الشمال الإفريقي ليبيا ومصر، والآن انكسرت ليبيا فأصبحت الظروف مؤاتية للهجرات الأفريقية، يضاف لها هجرات المغرب العربي عبر شواطئ المتوسط بخاصة مضيق جبل طارق.
تحولات حدثت مؤخراً أطلقت هجرات عالمية جديدة أو أنها نشطت الهجرات:
تركيا: فتحت حدودها للاجئين والمهاجرين من سورية والعراق والقوميات الأخرى الإيرانية سمحت لهم بالدخول وأيضا سمحت لهم بالخروج إلى أوروبا، لتصبح تركيا ممراً للاجئين والمهاجرين معا.
اليونان: تتجمع فيها معظم جنسيات المهاجرين واللاجئين وتعد مع ألبانيا وجورجيا ومقدونيا الكثافة العديدة الأكبر، تأتي بعد مركز تركيا التي فتحت الحدود للمهاجرين واللاجئين للرحيل إلى أوروبا الشرقية، واليونان تعد الممر التاريخي للعبور, ارتبطت مع تركيا بسجل الهجرات البشرية والثقافات.
الغرب الأفريقي : أصبح ممرا للمهاجرين الأفارقة بطول سواحله من المملكة المغربية شمالا مررا بالصحراء العربية وغنيا حتى جنوب أفريقيا جنوبا.
البحر المتوسط :مزج بين المهاجرين الأفارقة واللاجئين السوريين باتجاه إيطاليا وإسبانيا وهي مرحلة تمهيدية للانتقال إلى وسط وشمال أوروبا.
شرق أوروبا: خلطت بين المهاجرين من الشرق :أفغانستان, فيتنام ومن جورجيا . مع اللاجئين السوريين والعراق وليبيا .
البلقان : أحد الممرات الحضارية التي ربطت الشرق بالغرب وتعد أكثر تجمعا وهجرات تمت مؤخرا حيث خرجت جماعات من سوريا وكوسوفو باتجاه غرب أوروبا.
أوروبا اليوم تتحمل تبعات الحروب في العراق وسورية وليبيا وأفغانستان، كما أن تركيا واليونان ومقدونيا وإيطاليا وإسبانيا ودول البلقان هي التي جعلت الممرات سالكة أمام المهاجرين لأنها تحمل أرثا تاريخيا من هجرات الأمم والشعوب وتعد دول ناقلة لهجرات الشعوب من الشرق إلى الغرب والعكس هجرات من الغرب إلى الشرق منها هجرات إمبراطوريات الاستعمار الغربي في القرن العشرين الميلادي.