فهد بن جليد
شد انتباهي إعلان في أحد المواقع الإلكترونية عنوانه (فكرة مشروع للبيع)، فكرة المشروع لشاب يقول أنه سيُدر أرباحاً تتجاوز الـ 20 ألف ريال شهرياً، ورأس ماله لا يتجاوز الـ 200 ألف فقط، والربح مضمون حسب العلاقات؟!.
هذا عرض مغرٍ جداً، بحثت في المسألة، فوجدت أن هناك أكثر من إعلان بهذه الطريقة، بل إن هناك سوقاً إلكترونية رائجة (للأفكار)، تواصلت مع معظم العناوين - من باب الفضول - وفجأة اتصل بي أحد المُعلنين قائلاً إنه يملك بالفعل (فكرة مشروع تجاري)، وإن مشروعه هذا مضمون الأرباح، وإن دوره فقط هو تقديم الفكرة وشرحها، مقابل مبلغ مالي، يتم الاتفاق عليه مُسبقاً!.
عندما طلبت منه بعض التفاصيل حتى أقيِّم الفكرة؟ قال لا يمكن ذلك بالهاتف، كما لا يمكنه طرح فكرة المشروع (مجاناً) دون أي ضمانات؟ بل إن مجرد جلوسه معي في أحد (المقاهي) لشرح الخطوط العريضة، سيكلفني نحو 2000 ريال، سواءً قبلت بالفكرة، أو لم أقبل؟!.
هنا بدأ الشيطان (يلعب في عبي)، وتذكرت (فؤاد باشا) في مسلسل (درب الزلق)، عندما عرض عام 1977م فكرة استثمار (أهرامات الجيزة) و(أبو الهول) ونقلها للكويت بدلاً من مصر؟!.
ربما لأننا حديثي عهد (بهذه السوق)؟ ولكن المؤكد أن معظم الدول العربية سبقتنا لسوق (بيع الأفكار)، رغم أنها مسألة لا تخضع لضوابط قانونية دائماً، ومُحاطة بالسرقات والنصب والاحتيال، فمع أنها تُعد (وعاء) لتبادل الأفكار، بين الشباب الجاد والطموح، وبين أصحاب رؤوس الأموال، لتحويل هذه الأفكار إلى مشاريع مُربحه، إلا أن الضمانات بين الطرفين (شبه معدومة)!.
لا يوجد لدينا آلية قانونية أو أخلاقية لبيع (فكرة ما)، ومن الطبيعي أنه لا يمكن حفظ حقوق الطرفين لا (صاحب الفكرة) ولا (المستفيد منها)!
المُقلق أن يتحول مثل هذا السوق إلى (منصة للنصابين)، بهدف الحصول على المال؟!.
للجادين فقط، أشعر أن لدي (فكرة مشروع) تستحق البيع، وأرباحها مضمونة (ذهب)، لشرح الفكرة، ادفع (ألف ريال) للساعة الواحدة، والوقت حسب استيعابك، ومدى فهمك للشرح؟!.
وعلى دروب الخير نلتقي.