فيصل أكرم
أهذي الصعوبةُ تجهلُ عُودَكَ،
شدَّته حتى انثنى زاحفاً؟
أيعرفُ صعبٌ وجودَكَ،
في هوّةِ التيهِ،
إن لم تكن واقفاً؟
- عرفتُ الصِعَابَ، وصاحبتُ غيماً
إذا يهطلُ الآنَ
يملأ كلَّ السهولِ سهولاً
ويتركني ناشفاً!
فلستُ البديلَ لتلك الشجيراتِ
لا النبتُ يشبه تكوينَ عظْمةِ ظِلّي
العصيّةِ حتى على البردِ!
هذي الشموسُ إلى جهة الغرب تمضي
وأمشي من الشرق للشرقِ
في وجهِ أوّل كلّ صباحٍ
وآخرِ كلِّ مساءٍ
أنامُ الظهيرةَ؟ لا
ولا أعرفُ النومَ إلاّ احتقاناً
- وماذا عرفتَ احتضاناً؟
- عرفتُ المصابيحَ تسقطُ في الضوءِ
ما أسهلَ الضوءَ في الظلمةِ المشتهاةِ
سقوطاً
لحِضنٍ
يلاقي به الضائعُ الضائعينْ
وما أكثرَ الفقدَ حيثُ الطلوعْ
ما أكبرَ الموتَ بينَ الضلوعْ
وما أضيقَ الفرقَ بين الذهابِ وبين الذهابِ
وما أوسعَ الفرقَ بين الرجوعِ وبين الرجوعْ!
هل أجدتُ الوقوعْ؟
- وماذا تداعى؟
- تداعيتُ حينَ اعترفتُ
بما لستُ أعرف كنهاً لهُ
ولكنني، قد أكون على غير قصدٍ
أقومُ مع المسرفاتِ بحقّ الدموعْ.
- إذاً كن أخيراً.
- وماذا الأخيرُ؟
- تداعى لكل الذين تماهوا مع الذاهبينَ؛
مع الراجعينَ؛
وكانَ وحيداً..
يؤجِّلُ في كل خفقةِ قلبٍ وداعاً
ويجلسُ منتظراً سكتتينْ:
أكانَ المغنّي يغنّي نشيدَ الولادةِ؟
أمْ كانَ يعزفُ للموتِ أغنيتينْ.!