خالد بن حمد المالك
من ثمرات الزيارة الملكية لأمريكا انبثاق فرص مهمة جداً للمستثمرين من رجال الأعمال السعوديين، بتمهيد الطريق لهم للقاء نظرائهم من الأمريكيين، والتوصل معهم إلى اتفاقيات ومشاركات في مشروعات مختلفة، مما تحتاجه المملكة. والأهم في ذلك إعادة النظر في الأنظمة والقوانين التي كانت تنظم مثل هذه المشاركات، وتعديلها بما يعطي المرونة للاستثمار الأمثل في المملكة دون تأثير من تلك القيود التعجيزية التي كانت قائمة، بحيث أصبح بإمكان رجل الأعمال الأمريكي أن يستثمر منفرداً، أو مشاركاً مع سعوديين، ضمن ما تنص عليه اللوائح والأنظمة والقواعد الجديدة.
***
هذا التطور في مفهوم الشراكة الاقتصادية والتجارية، هو من بين مخرجات لجنة الاقتصاد والتنمية التي يقودها ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ولا بد أن تأتي أُكُلَها، وتحقق أهدافها، وإن على مراحل، وتعالج ما كان عائقاً دون تحقيق ما كنا نتمناه، وذلك باستثمار الفرص المتاحة للتعاون والشراكة مع الأمريكيين من جهة، وتوظيف هذه المرونة في القرارات الجديدة بإظهار الجدية في رغبتنا بالخروج من النمط التقليدي في التجارة والصناعة والاستثمار إلى ما يجعلنا ضمن الدول المتقدمة صناعياً واقتصادياً، وهو ما أتاحته الزيارة التاريخية التي قام بها الملك سلمان للولايات المتحدة الأمريكية.
***
المتابعة مهمة لما تم التوافق عليه، وتسهيل الإجراءات أهم، وأي معوقات قد تبرز مستقبلاً يجب أن تكون المبادرة سريعة وفورية لمعالجتها. فالنيات الحسنة، والأنظمة الجيدة، والتفاهمات المطلوبة، لا تكفي أمام التحديات فيما لو لم تواجَه بالمعالجة السريعة وبالتشجيع المستمر، وهو ما ينبغي أن يتنبه إليه القائمون فيسعون لتمرير هذه المشروعات بالمرونة التي تتطلبها، وبالمساعدة التي تحتاج إليها، خاصة إذا ما نظرنا إلى التقلبات الاقتصادية والصناعية في العالم على أنها جرس إنذار لنا؛ لنعيد النظر في كثير من المسلَّمات الاستثمارية القائمة حالياً.
***
وإن تفاهماً استثمارياً بهذه الرؤية وعلى هذا المستوى يُظهر نضج العلاقة بين بلدَيْنا، وقدرتهما على تقييم التحديات، ومن ثم المضي قُدماً من أجل مصالحهما المشتركة، كما قال بذلك الباحث في المجلس الوطني للعلاقات الأمريكية - العربية في تصريح إلى وكالة الأنباء السعودية، وهو تفاهم يأخذ مساره الصحيح معتمداً على نموذج رائد من التجارب والعلاقات والتفاهمات والرؤى المشتركة بين المملكة وأمريكا على مدى أكثر من ثمانين عاماً.
***
لقد أحسن الملك سلمان صنعاً حين اصطحب معه وفداً كبيراً من رجال الأعمال السعوديين، ووجَّه بأن تكون الزيارة الملكية مظلة لهم لإيجاد قنوات تواصل مع رجال الأعمال الأمريكيين، متفهماً أهمية أن يكون هذا التعاون من خلال دور ما ينبغي أن تلعبه الدولة في إنجاح هذا التوجه، فكان أن فتح نوافذ كثيرة للاستثمار الأجنبي في البلاد بمرونة سوف تساعد على تحقيق هذا الهدف، ومن المهم أن تواصل الجهات الحكومية المختصة دورها المساند في استكمال إنجاز هذا المشروع الطموح على النحو الذي يستجيب لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين.