أحمد محمد الطويان
كيف تحقق النجاح وأنت تواجه تحديات كثيرة ومثيرة؟! دروس كثيرة يمكننا الاستفادة منها في العمل الذي تقوم به الأجهزة المكلفة بأمن الحج، وعلى رأسها يأتي الأمن العام، هذا الجهاز الأمني العملاق الذي ترتبط به معظم مفاصل العمل الأمني في المملكة.. مر هذا الجهاز باختبارات عديدة وتحديات كثيرة وحقق النجاح بفضل الله ثم بعزيمة رجاله، وفي العام الأخير حقق قفزات نوعية بصمت وإتقان، وتغلب على الزمن في تغيير المفاهيم ورسم رؤية أكثر بساطة ومعاصرة لتحقيق أهدافه.
عندما وجهت سؤالي ذات يوم الى العقيد سامي الشويرخ وهو من القيادات الأمنية الإعلامية الواعية والمتخصصة عن مفهوم التطوير في هذا القطاع الحيوي لم يجب إجابة كلاسيكية كما يفعل مديرو العلاقات العامة والإعلام في معظم الأجهزة الحكومية.. كان يتحدث عن الإنسان قبل حديثه عن المعدات والمباني والسيارات والشكليات، كان يتحدث عن الوعي، وبناء الفكر السليم من الداخل حتى يكون المنتج النهائي الذي يلمسه المواطنون أكثر نجاحاً وإنجازاً.. عندما يتحدث رجل أمن يلبس بدلته العسكرية عن الوعي والفكر والبناء المتوازن، يتبين لنا بأن المؤسسة تسير على خطى تنيرها بصيرة متقدة ومضيئة، وعندما يكون المنهج الذي تسير عليه هو كشف الحقيقة في كل وقت، ومهما كانت الظروف فإننا نتحدث عن الشفافية بإيجابياتها المعروفة والمشهودة.
الأمن العام لم يفرض نفسه على الإعلام ليتجمّل فهو مادة إعلامية يومية لا تكاد صحيفة تخلو من الاشارة له، فهو الأكثر قرباً من الناس، ومهما حاول التجمّل بالتنظير لن يفلح لأنه قطاع يمثله في المقام الأول رجاله المنتشرون في الميدان، وإذا لم تكن العلاقة بين رجال هذا القطاع والمجتمع جيدة لن يفلح القادة تحت مكيفات مكاتبهم في تغيير الصورة الذهنية، ولكن حديث هذا القائد الإعلامي بهذا الوعي يعكس فهماً كبيراً وعميقاً منه، ويؤكد رؤية صائبة وناجحة لقيادته العليا التي تسير بتوجيه متواصل وعلى مدار الساعة من رجل الأمن الأول ولي العهد ووزير الداخلية الأمير الجليل محمد بن نايف.
بتقنيات عالية يعرفها المختصون في وسائل الاتصال وتقنية المعلومات دشن الأمن العام عهداً جديداً من النجاحات، وبتدريبات أمنية استباقية صنع هذا القطاع رجالاً اشداء لديهم أرقى المعارف العسكرية ويمتلكون الشجاعة والإقدام في قوات الطوارئ الخاصة التي تمثل ذراع التدخل السريع والاقتحام ومواجهة العصابات المسلحة.. الأمن العام جهاز يمتلك أكثر من ذراع لا تتشابه المهام ولكن يلتقون في ذات الهدف، بين الجنائي ممثلاً بالشرطة والعملياتي ممثلاً بالقيادة والسيطرة ومتطلباتها البشرية والمادية والضبطي في حماية العدالة والحقوق وأيضاً الخدماتي في المرور وأجهزة خدمة المجتمع المساندة... نحن أمام مؤسسة أمنية عريقة تسلم قيادتها قادة كبار من رجال الأمن المهمين والمؤثرين، وأضاف كل منهم لمسة مميزة، واليوم يسير هذا القطاع بسرعة في درب الإنجاز، ويبقى الإنسان محور الاهتمام، وتنمية رأس المال البشري وتطويره وتفعيل دوره وادخاله في دائرة أهداف القطاع ليكون مؤثراً ايجابياً في تقديم خدمة مميزة أراه هاجساً عند مسؤولي هذه المؤسسة الكبيرة.
نحن في بدايات موسم الحج، والأمن العام هو كلمة السركل عام في الجهود الأمنية، والتحديات في كل سنة تتزايد ولكن يبقى الإصرار وتبقى الارادة، ننتظر ما يترجم الأقوال الى أفعال ليكون التميز أكثر ويكون النجاح أكبر، والذي يتابع ما نشر عن هذا الجهاز وتصريحات مسؤوليه وكذلك الأعمال الموكلة له في المواسم يجد روح التحدي المستمرة لتحقيق حلم يسكن في عقول صناع القرار، لنكون الأكثر تقدماً في حماية كل من يسكن هذه الأرض وزوارها... القائد الذي يعمل بصمت سيتقن عمله لأن من يسرف في الحديث لن يجد وقتاً للعمل هذا ما نتعلمه في متابعة سير عمل قيادات الأمن العام.. حفظ الله أمننا ورجاله في كل زمان ومكان.