سليمان الجعيلان
دأب المتناقضون والمتأزمون في الإعلام الأصفر الذي يُعدُّ مؤسس ومصدر ومتصدر الاحتقان في الوسط الرياضي على كشف شخصيته المضطربة وتعرية تناقضاته المتكررة، وفضح انتقائيته المستمرة في جميع القضايا وكل المواقف الدينية والوطنية والرياضية، وإذا أردت أن تكتشف مدى التناقض والتباين الذي يعيشونه ويطبقونه في تعاطيهم مع القضايا أو القرارات سلباً أو إيجاباً ما عليك إلا الانتظار قليلاً حتى يكون الهلال أو أحد الهلاليين طرفاً في قضية ما، وعندها ستكتشف الحقيقة على أرض الواقع بل ستتعجب كثيراً من تغير المواقف وتبدل المبادئ!!.. فالذي ملأ الوسط الرياضي سابقاً ضجيجاً وإزعاجاً من ذلك الإعلام الأغبر على وشم لاعب الهلال السابق المقاتل الروماني رادوي الذي يكاد لا يرى بالعين المجردة وعدّ وجوده خطراً على تربية الأطفال والناشئة، وعد تواجده خطورة على تعاليم وتقاليد المجتمع وأقحم جهاز الحسبة واحضر فتوى دينية في حملة منظمة ومقننة لإدانة وشم رادوي، هو نفسه الذي (دس) رأسه في التراب مع بقية اللاعبين الأجانب الذين غطت أعضدهم وسواعدهم الرسومات والرموز الدينية الذين حضروا للملاعب السعودية بعد لاعب الهلال رادوي، بل إن ذلك الإعلام الأصفر المتناقض انقطعت صلتهم وتواصلهم مع العلماء والمشايخ ودار الإفتاء بعد رحيل الروماني رادوي عن الأراضي السعودية، ولم نعد نسمع أو نقرأ عن قضية وشم اللاعبين الأجانب في الملاعب السعودية على الرغم من كثرتها وانتشارها!!
وحيث إن التضليل سمة من سماتهم والافتراء صفة من صفاتهم والبهتان جزء من سلوكهم، فقد انكشف هذا الإعلام الأصفر سريعاً عندما ذهب إلى تشويه ظاهرة جحفلي التي استمتع وتلذذ بها الهلاليون طويلاً وتضايق وانزعج منها النصراويون كثيراً بعدما تفنن في إبرازها وأبدع في إظهارها جمهور الهلال الذي قدم درساً عملياً وعلمياً في ثقافة ما يسمى (الطقطقة) الراقية والمؤدبة التي ليس فيها اتهامات باطلة أو تجاوزات قانونية أو تعديات أخلاقية، كما حدث سابقاً في مدرجات ناديي الاتحاد والنصر وترديد وتصدير أهزوجة (ياسر وينه) التي كان بعض ذلك الإعلام الأصفر يمررها وينظر حولها ويبرر لها، ولم يتم سؤال المشايخ والعلماء عنها وعن فداحة جرمها وعظيم وزرها كما فعل ذلك الإعلام المضلل الذي لوى عنق الحقيقة وساق ادعاءات كاذبة في سؤال عضو هيئة كبار العلماء الشيخ عبد الله المطلق عن الظاهرة الجحفلية!!
باختصار إقحام وسؤال المشايخ والعلماء ورجال الإفتاء بين فترة وأخرى في أمور رياضية تافهة وتغير وتغييب عنهم الحقيقة الكاملة لأهداف شخصية واضحة من باب الميول والتعصب هو تقزيم وتقليل من هيبة ومهابة العلماء ورجال الدين الذين لهم قدرهم ومكانتهم وفضلهم في المجتمع السعودي، وليس من اللائق تشويه مكانتهم العالية وإظهار فتاوى ونصائح بعضهم للعامة وكأنها متناقضة بسبب إعلام دأب واهتوى التضليل والتزييف في شتى المجالات والضحية الجمهور المغفل والبسيط الذي رضي أن يتلاعب فيه وبه أصحاب الشعارات الكاذبة والأطروحات المتناقضة!!.
مكافأة فيصل درويش
تعتبر لقطة تصرف محترف لخويا القطري الإسباني فلوريس تشيكو مع لاعب الهلال فيصل درويش من أكثر التصرفات الاستفزازية التي تحدث بين لاعبي كرة القدم الذين دائماً ما يستسلم لها غالبية اللاعبين، ونادراً من يضبط أعصابه فيها والقلة منهم من يتجاهلها وأحدهم لاعب الهلال فيصل درويش عندما تحكم بأعصابه ولم ينسَق خلف استفزاز وعصبية اللاعب الإسباني في لقطة نال فيها فيصل درويش كل درجات الثناء والإشادة الإعلامية والجماهيرية على حسن تصرفه العقلاني الذي يعد درسا تعليميا وتثقيفيا لبقية اللاعبين في كيفية ضبط النفس والتعامل باحترافية مع التصرفات الاستفزازية التي يستجيب لها ويقع في شبكتها بعض اللاعبين، متناسين في تلك اللحظة الضرر الذي سيقع عليهم وعلى فريقهم من ردة فعلهم والأمثلة والشواهد كثيرة!!.. لذا أتمنى من إدارة الهلال وبقية إدارات الأندية مكافأة اللاعبين الذين يقدمون أنفسهم بهذه الصورة الاحترافية الحقيقة كما فعل وقدم نفسه لاعب الهلال فيصل درويش بتلك الصورة المثالية للاعب المحترف الذي ستحق الاحترام داخل وخارج الملعب.
نقاط سريعة
- في مباراة الهلال ولخويا القطري الأسيوية وقع مدرب الهلال في أخطاء فادحة كادت أن تكلف فريقه كثيراً بعد أن أصر في البداية على اللعب بمحور واحد وهو سعود كريري أمام فريق يمتلك أفضل الحلول الفنية والفردية، وعندما أراد السيد دونيس تصحيح خطئه اخرج المهاجم الوحيد في فريقه وادخل مكانه فيصل درويش!!.
- أداء فريق الهلال الفني الرائع والسهل الممتنع في الموسم الماضي اختلف وتراجع في هذا الموسم الذي أصبح فيه الوصول لمرمى الهلال أسهل من السابق بكثير، وباتت شباكه تتلقى هدفا في كل مباراة بسبب قناعات وحسابات خاطئة لدى السيد دونيس!!..
- على الهلاليين ألا ينخدعوا بتأهل فريقه بصعوبة لدور الأربعة في البطولة الأسيوية وان يقتنعوا أن ما بقي أصعب مما ذهب ولاسيما أن أداء فريقهم في المباريات الماضية أصبح يعتمد على اجتهادات اللاعب البرازيلي إدواردو فقط!!.
- شتان بين ما يقدمه لاعبا النصر السابقين محيسن الجمعان وصالح المطلق في التحليل الرياضي، فالأول وهو محيسن الجمعان يحضر إلى استديو التحليل متجرداً من ميوله وعواطفه ومتسلحاً بثقافة حب العمل وإعطاء كل ذي حق حقه كروياً وفنياً، أما الآخر واعني صالح المطلق فيأتي للاستديو التحليلي متوشحاً بالعلم الأصفر لذا تجده مضطربا في تحليله ومتناقضا في كلامه خاصة فيما يتعلق بالهلال وأوضاعه الفنية والتكتيكية!!.