خالد بن حمد المالك
يأتي اليوم الوطني هذا العام كونه أول يوم وطني في عهد خادم الحرمين الشريفين، متزامناً - تقريباً - مع عيد الأضحى المبارك وحج بيت الله الحرام، بما يظلله بأفضل الأيام، وأحسن المناسبات، وتعيشه معنا مواكب من ملايين الحجاج غير السعوديين الذين يؤدون مناسك الحج، أو يتابعونها من الخارج، وهي مصادفة جميلة تعطي المزيد من التفاعل مع هذا اليوم الخالد، وتعيد إلى أذهاننا هذا التاريخ البهي لليوم الوطني ذي الرقم الخامس والثمانين.
* * *
سنوات مضت، مات فيها من مات، وبقي حياً يرزق من يستمتع بقراءة سير العظماء، وبطولات الآباء والأجداد، بينما يظل الرمز الكبير صانع هذا الإنجاز، وقائد هذه الوحدة، وباني هذا المجد، حاضراً في ذاكرة مواطنيه والعالم أجمع، باعتبار أن الملك عبدالعزيز قام بعمل شجاع لم يسبق إليه، وحقق ما كان حلماً عسيراً تحقيقه في أذهان غيره.
* * *
غداً نستقبل اليوم الوطني، ومع هذه الذكرى الغالية، وفي هذا اليوم بالغ الأهمية، وحيث تعيش المملكة بمدنها وقراها في مظلة هذا التطور الهائل، وتمر بهذا الأمن والاستقرار في عهدها الزاهر، وتتقدم اقتصادياً وتعليمياً وأمنياً، وتطوراً في كل المجالات، يبرز اسم الملك الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن، الذي حقق ما لم يحققه غيره، بما أبقاه حياً خالداً في ذواكرنا.
* * *
ومن بعد عبدالعزيز، من ملك إلى آخر، ومن عهد لمثله، استمرت المسيرة الخالدة كما رسمها البطل، وبقيت هذه البلاد بوحدتها، وسعة أرضها، ومقدساتها، عصية على الأعداء من أن ينالوا منها، أو يعرضوا أمنها للخطر، ووحدتها للتمزق، برغم كل المؤامرات، ومحاولات الاختراق، وتكالب الأعداء في سعيهم للتأثير على هذه الصورة الجميلة عن الحالة السعودية على مدى ما يقترب من قرن.
* * *
مات عبدالعزيز، ودع الوطن الذي أحبه، والمواطنين الذين وقفوا إلى جانبه بالتأييد والدعم والمساندة والحب الذي ليس له حدود، وبقيت سيرته، ومناقبه، وسنوات نضاله، وحكمته، وقيادته، وسياسته التي لا تنسى، حيث تعلم ويتعلم منها من جاءوا إلى سدة الحكم من بعده، سعود وفيصل وخالد وفهد وعبدالله، ومن ثم سلمان بن عبدالعزيز، يسيرون على خطاه، ويقتفون أثره، ويتعلمون من مدرسته ونهجه.
* * *
إنه يوم يومض من سنة لأخرى، بالكثير مما يبهج الخاطر، ويسعد النفس، ويقوي العزيمة، ويضيء الطريق نحو آفاق أرحب في بناء الدولة بذات الوتيرة التي بدأت بعبدالعزيز، مروراً بخمسة ملوك، وحطّت رحالها في عهد الملك السابع المجدد والرائع سلمان بن عبدالعزيز، الذي يستوحي بناء مستقبل الدولة بمحاكاة من سبقه من إخوانه الملوك، وقبل ذلك من والده العظيم، بما يجعل من هذا الوطن درة في جبين كل منا، يستظل الجميع بها في حياته، حيث الأمن والاستقرار والتطور في كل الميادين.
* * *
وليس هناك ما يمكن أن نعبر عنه في هذا اليوم المجيد، غير استحضار التاريخ من ذواكرنا، والنظر بتمعن بما وصلت إليه المملكة من تطور، والحرص على أن نكون كمواطنين يداً واحدة، وقلباً واحداً في المحافظة على ما تحقق من مكتسبات، فلا نسمح بمن يريد أن يخل بأمن البلاد، ويمسها بسوء، أو يعرضها للخطر، وكل عام ونحن في زهو في يومنا الوطني، فخورون برمزها الكبير الملك عبدالعزيز، وبصانع مجدها الحديث الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبكل من خدم الوطن من ملوك وأمراء ومواطنين.