د.دلال بنت مخلد الحربي
إنّ الأحداث التي تمر بها المنطقة تبدو في غاية الغرابة...
كأنما هي أحجية أو فزورة يصعب حلها...
بل إنّ الإنسان كلما أراد الاقتراب من الحل يجد غموضاً يشتت كل ما توصل إليه من قبل.. ومن ثم تبقى الأحجية صعبة..
صعبة المنال على العقل ...
ويصل الأمر إلى الوصول إلى قناعة أنه من المستحيل حلها...
هذا الاختلاط في الأوراق.. وهذا التداخل.. وهذا القتال الذي يجري.. ولا نعرف من هو على حق فيه...
فإذا كان الأسد لا يختلف على إجرامه وعلى سوء فعله في بلاد الشام، فإنّ الآخرين الذين يتقاتلون، وأولئك الذين يدفعون بسكان مناطق بعينها إلى الخروج والهجرة منها تنفيذاً لمخططات أجنبية لا يقل فعلهم جرماً وسوءاً عن فعل الأسد...
إنّ الغريب أن هذا الكر والفر الذي لا ينتهي، وهذا الادعاء الغربي أنه يعمل ضد الأسد وإنه يعمل لصالح المعارضة ضد الأسد، لا نجد له أي تأثير، بل ما نلاحظه في مشكلة سوريا والعراق من ناحية أخرى هو تفاقم الوضع وفرار الناس من مدنهم وقراهم، مفضلين الموت على البقاء داخل حدود بلدانهم المضطربة والتي فقدوا الأمل في استقرارها ..
كل ذلك في ظل جعجعة من الأمم المتحدة واحتجاجات وتنديدات من جامعة الدول العربية، وبيانات من مجلس التعاون الإسلامي وكل المنظمات العربية والعالمية، وجميعها تدور في فلك الشجب والاستنكار، والأمر يسير في العراق وسوريا نحو الأسوأ في كل يوم..
وبالتالي فإننا لا نعرف ما الذي سينتهي إليه وضع اليوم في الغد؟
ولا نعرف مصير الناس الذين يعيشون في مناطق القتال؟
هذه أحجية ولغز كبير قد نتساءل:
هل هذا اللغز يعني في النهاية إفراغ المنطقة من مكوّنها العربي السنِّي (في العراق وسوريا)؟
أم هو تنفيذ لخطط غربية وتمزيق المنطقة إلى دويلات؟
أم أنّ كل هذا يجري لصالح إسرائيل وحمايتها مثلاً؟
أو هو لرفع شأن إيران بعد أن يحل الدمار بالدولتين اللتين نشأت عليهما الخلافة الأموية والعباسية، وتمثلان مجد العرب ومنطلق حضارتهما في العصر الإسلامي على الأقل..
من يستطيع فك ألغاز أحداث العراق والشام؟؟