د. يوسف خالد جنينة
سيناريوهات جنونية تدفعنا إليها دولة الاحتلال دفعاً في مواجهة غطرستها التي طفح منها كيل الشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة، أمام دولة احتلال، لا تفتأ تفاقم الاحتقانات المتفاقمة أصلاً من جراء وجودها غير الشرعي، الوجود الذي منحه من لا يملك لمن لا يستحق في عام 1948 المشؤوم.
ويبقى السؤال: هل تختبر إسرائيل صبر العرب شعوباً وقيادات؟ أم تختبر ردة فعلهم تجاه ما هو أسوأ، من مخططاتها الاستيطانية التوسعية التي يبدو أنه لا وجود للفلسطينيين على خريطتها في المستقبل، بحسب المخطط الإسرائيلي؟ وهل تظن هذه الدولة الغبية أن الفلسطينيين والعرب سيقفون مكتوفي الأيدي أمام مثل هذه السيناريوهات البائسة التي تؤمل دولة إسرائيل عبثاً أن الفلسطينيين سيتركون آخر شبر لهم من أراضيهم ويرحلون إلى الملاجئ عن طيب خاطر؟ نعم، سلب الكثير من أرضنا.. نعم أوذينا في أنفسنا وفي أموالنا وفي ديننا في هذا الاحتلال الغاشم البغيض، لكننا نتمسك بالأمل في استرداد أرضنا وتاريخنا وأقصانا صامدين على هذه الأرض، فإن ملأنا يقين بأن العدو الإسرائيلي مُصِرٌّ على حرماننا من القليل الذي بقي لنا من وجودنا فما من شك في أن الموت سيكون خيار شعبنا؛ فخير لنا أن نموت على هذه الأرض من أن نتركها إلى غير رجعة كما يتوهم صناع الموت في دولة الباطل التي لم يساورنا شك يوماً أنها إلى زوال، تماماً كما لم يساورنا شك في أنها ستحرَّر بأيدينا.
إن يقيننا بلا حدود في أن قادة بلادنا العربية لن يصمتوا طويلاً على هذه الخروقات الإسرائيلية الصارخة في الأقصى، ثالث الحرمين الشريفين، تماماً كما يملؤنا يقين بلا حدود بأن قادتنا اليوم أصبحوا في شأن آخر.. نعم، قادة عاصفة الحزم لن يدعوا هذه الدولة المارقة ترتع في أرض فلسطين، وتستبد بشعبها، وتدنس مقدساتها من دون رادع، مهما كان شأن القوى العالمية التي تدعمها وتساندها؛ فيقيننا بلا حدود بأن إخوة العروبة والإسلام لن يتحملوا طويلاً مشهد الأسر الذي يقبع فيه الأقصى، وخطط التهويد العنصرية الحاقدة التي تسعى دولة الاحتلال إلى تنفيذها، والتي لن يمُكَّنوا منها بحول الله، وأن سحرهم سينقلب عليهم. ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين.