ناهد باشطح
فاصلة:
(ليس ثمة شتاء بلا ثلج، ولا ربيع بلا شمس، ولا فرح دون أن يشاطر)
(حكمة عالمية)
سأحدثكم اليوم عن أجمل ما يمكن أن يغمرني من مشاعر فخر واعتزاز وحب لبنات بلدي حين يظهرن تميزهن لخدمة الوطن وأبنائه.
«شيهانة عبد الرحمن المتروك» باحثة دكتوراه في الفيروسات السرطانية بمعهد الدراسات السرطانية بكلية الطب بجامعة مانشستر لم تقف صامتة في معملها منكبة على بحوثها التي ابتُعثت من قِبل وطنها لإنجازها فقط، بل قررت أن تكون في الوطن متجاوزة البعد المكاني.
«شيهانة» بحس المسؤولية العميق لديها استطاعت أن تكون المبتعثة التي لا يقف دورها عند الحصول على شهادة الدكتوراه؛ إذ هناك ما هو في نفس درجة الأهمية.. هناك أن تكون مواطناً حتى وأنت في الغربة.
«شيهانة» التي حصلت على الماجستير في تشخيص الفيروسات الطبية من كلية الطب بجامعة مانشستر، وتدرس الآن الدكتوراه، لم تقف صامتة أمام الهلع الذي سببته الأخبار المتداولة والخاطئة عن فيروس كورونا، وقامت بمجهود ذاتي بتنظيم حملة من خلال حسابها بموقع تويتر، وبمساندة برنامج الواتس اب لتوعية الناس.
«شيهانة» قامت بدور الصحفي المواطن مؤمنة بأن دور الطبيب ليس فقط معالجة المرضى، ودور الباحث ليس فقط اكتشاف النتائج، وإنما هناك الدور التنويري.
استطاعت «شيهانة» أن تفند الأفكار والمعتقدات الخاطئة عن كورونا، واستهدفت توجيه العامة إلى القنوات الرسمية والموثوقة للحصول على المعلومات الصحيحة، مثل مركز القيادة والتحكم في وزارة الصحة؛ إذ يصدر تقرير يومي عن حالة الفيروس، كما اهتمت بنشر التوعية بالممارسات الصحية الوقائية بين الناس في المنزل، المدرسة، العمل ومخالطي الإبل.
«شيهانة» التي تسكن بعيداً عن الوطن في مانشستر لتكمل دراستها كانت قريبة إليه، ونظمت حملة تطوعية «لتطمين» المجتمع بأن وضع الفيروسات ليس خطيراً، وقررت دعم الجهات المختصة.
نجحت حملة «شيهانة» التوعوية، وتواصل معها معلمون وأخصائيو مختبرات، وزودتهم بمعلومات، ونظموا ورش عمل توعوية؛ لأن الوطن يسكننا متجاوزين البعد المكاني بمقدار حبنا له وجهودنا في خدمته.
قبلة على جبين الأم التي علّمت «شيهانة» معنى الوطنية الحقة، ومثلها فعل والدها. أما شيهانة فحضن كبير ينتظرها حينما أقابلها في مانشستر، وأعيش مشاعر حب لبناتنا خير سفيرات لبلادهن في كل مكان.