سعد الدوسري
تداولت وسائل الأنباء خبر انتحار مراهق هندي، من خلال القفز إلى محرقة كان يتم فيها حرق جثمان حبيبته التي انتحرت بعد أن عارض أبواها العلاقة بينهما. وكانت الفتاة «فير بال كور» وحبيبها «بيتو سبنغ» يدرسان بالمرحلة الثانوية، وكانا على علاقة غرامية منذ عامين. وسكبتْ الفتاة الكيروسين على جسمها بعد أن وبخها أبواها بسبب علاقتها بحبيبها، فلقت حتفها.
وعندما علم «بيتو» بالحادث توجه إلى المحرقة التي كان أفراد عائلة «فير بال» يمارسون فيها طقوس حرق جثة ابنتهم. وبعد أن غادروا المكان، قفز إلى داخل المحرقة.
هذا الشاب سيطرت عليه فكرة أنه مملوك بالكامل لحب هذه الفتاة، وأن حياته فداءٌ لها، حتى وإن تطلب الأمر أن يموت حرقاً، وهي ميتة بشعة وبطيئة، ليست كإطلاق النار على الرأس أو القفز من مبنى شاهق. ومع ذلك، استمتع بالموت بالنيران التي أحرقت حبيبته قبله.
إن الشباب الذين يؤمنون ببيع أرواحهم بهذا الشكل الانتحاري المجاني، تحت وهم أن هذا الموت سيخلّد ذكراهم، أو أنه سيكون بمثابة انتقام من مجتمعهم، كانوا يحتاجون إلى من يكون معهم لا ضدهم. وكان مجتمعهم، يحتاج إلى أن يعيد صياغة ثقافته، باتجاه جماليات الحياة.
علينا أن نعتبر الشباب الانتحاريين والإرهابيين، ضحيةً لثقافة مميتة نشرتها مجتمعاتهم ولا تزال تنشرها بافتخار، وأنه ليس من السهل القضاء عليها. إنها تحتاج إلى عمل مضن ومتواصل من قبل كافة المؤسسات والأفراد.