سعد الدوسري
لو أننا نناقش قضية السينما دون الاحتكام لأجندات سياسية أو رغبات انتهازية، فلربما وصلنا إلى منطقة حوار هادئة، نفهم من خلالها، لماذا هذا الضجيج مع السينما، ولماذا هذا الضجيج ضدها؟! ولماذا مَنْ يتفق مع وجودها، هو مخالف للقيم والشرع، ومن يعارضها، هو بالضرورة ملتزم بالأخلاق والدين؟!
لن أقلِّل من شأن الطرفين في نقاش هذه القضية العادية، والتي تحولت بفعل فاعل، إلى قضية أمة، وإلى همٍّ من همومها!! لكنني سأسأل الجميع:
- أيهما أفضل، أن تسافر العوائل إلى دول أخرى، بهدف الاستمتاع بأجواء تحترم رغباتهم، سواءً سينما أو متنزهات أو أسواق، أو أن تبقى في بلادها، مع توفير نفس المناخات التي يسافرون من أجلها؟! أليس من الممكن أن نوفر قاعات سينما في المراكز التجارية الكبرى، أو أن نوفر شاشات سينما عملاقة في المتنزهات العامة، كما حدث مع نقل مباريات كأس العالم الفائت؟! ألن يكون بمقدورنا أن نختار الأفلام الملائمة، من قائمة الأفلام التي أنتجتها البشرية، لنعرضها لشبابنا وشباتنا؟!
يظن هواة المنع، أن الناس ينتظرون قراراتهم بالموافقة، وأن هذه القرارات هي التي تتحكم بحياتهم. هم لا يعرفون أن التقنية المتاحة اليوم، تحوّلُ أيَّ تجمعٍ للشباب، لصالة سينما متكاملة، تعرض أفلاماً دون رقابة. واللافت أن هذا الظن ليس سمة مشتركة لديهم كلهم، بل إن بعضهم يعي أن المنع ليس هو الحل، لكنهم مستمتعون بهذه السلطة المانعة.