سعد بن عبدالقادر القويعي
يكذب - الأمين العام لحزب الله اللبناني - حسن نصر الله، عندما يتحدث عن سبب تعزيز الوجود العسكري الروسي في سوريا، والداعم للحليف المشترك للنظام ، قائلا : « إن فشل الحملة التي تقودها الولايات المتحدة ضد تنظيم داعش، هو الذي دفع روسيا للتدخل «، مع أن التحليل المنطقي للأحداث، يؤكد بأن روسيا ستتقاسم مع إيران سوريا، ولبنان في صراع مصالح، وحدود، لا مصالح وجود، من خلال العمل على تغيير التركيبة السكانية في سوريا ؛ حتى إذا جاءت اللحظات الحاسمة لصياغة مستقبل البلاد ، كانت الأمور على الأرض لصالح تلك الأطراف، يتلاعبون بها كيفما شاءوا.
لفهم التغيرات في السياسات الإقليمية، والدولية المرتبطة بالملف السوري، فقد عانى النظام السوري، وحلفاؤه من ضعف واضح ؛ نتيجة استنزاف حرب طويلة ؛ وتمهيدا للمرحلة القادمة، فإن موسكو ستتطلع إلى ملء الفراغ الأمريكي - سياسيا وعسكريا -، والعمل على تحقيق مكاسب كبيرة في المنطقة، وهو ما يتجلى في مسألة الدعم العسكري واسع النطاق، الذي قررت موسكو تقديمه للنظام السوري ؛ من أجل المحافظة على مصالحها كنظام سياسي أصيل ؛ حتى وإن أتى هذا التدخل تحت مظلة الموافقة الأمريكية ظاهريا.
في المعادلة الدولية، والشرق أوسطية، فإن روسيا ستغرق في الصراع السوري - على المدى البعيد -، وستدخل في ورطة لا تحمد نتائجها، دون أن تتمكن من إنقاذ نظام الأسد، وهو الخطأ الذي أستخدم ترويجا لحل سياسي مع الإبقاء على نظام الأسد، وإعادة تأهيله من جديد، وفرض قبوله في المجتمع الدولي ؛ لحماية مصالحهم في سوريا، وإيجاد نوع من التوازن مع الدور الإيراني الكبير في مستقبل سوريا ؛ ونظرا لتعقد المشهد السياسي، والعسكري، فإن السياسة الروسية سترتكز على التصدي لحالة التطويق التي يفرضها الأمريكيون في حقهم ، ومواجهة نزعاتهم التوسعية.
يبقى الأمر الأهم، أن الاستماتة الروسية في مناصرة نظام الأسد، إنما يتعلق في التنافس الإستراتيجي - الأمريكي الروسي -، فالدولتان حريصتان جداً على أن يكون لهما نفوذ قوي في هذه الدولة ذات الموقع المميز، والإستراتيجي ؛ بهدف تمكين مراكزهما الإقليمية، وتحويل موازين القوى لصالح كل منهما. وتأسيسا على ما سبق، فإن روسيا ستكون قد اقتطعت جزءا كبيرا من مساحة النظام السوري ؛ بحجة منع انهيار النظام، والمراهنة على الاختلاف، والاقتتال الداخلي بين الثوار، في حال تم التوصل إلى اتفاق بين الدول ؛ لفرض وقف إطلاق النار.