علي الصحن
يخطئ اتحاد الكرة إن ظن أن تطوير الكرة السعودية يبدأ من المنتخبات، وينطلق من الفئات السنية فيها!! هذا يعتبر عكساً لخط التطوير المفترض والمتبع في كل الدول التي قطعت شوطاً طويلاً وتقدمت إلى أبعد نقطة في دنيا كرة القدم.
التطوير يجب أن يبدأ من القاعدة والقاعدة هنا هي الأندية التي يحب أن تستشعر دورها في خدمة رياضة الوطن، ودور الأكاديميات المسؤولة عن تقديم جيل جديد من ممارسي كرة القدم للأندية.
عندما كانت المنتخبات السعودية تحقق البطولات وتنافس على كل الألقاب وفي مختلف الدرجات، لم يكن هناك دوري ممتاز للناشئين والشباب وتحت 23 سنة، لكن الأندية كانت تعمل لتخريج اجيال من اللاعبين تخدم النادي، وبالتالي المنتخبات، لذا كان النتاج بوزن وقيمة النعيمة والمصيبيح وماجد والدعيع والخليفة والجمعان وشايع وعبدالجواد وغيرها من الاسماء التي نقشت حروفها في سماء الكرة السعودية وصنعت بواكير إنجازاتها قبل ثلاثة عقود.... ثم توالت الأجيال وتوارثت الإنجازات حتى وصل الأخضر للمونديال متوجاً جهود سنوات طوال من العمل، وعندما جاء الاحتراف تراخت الأندية ولم تعد تعمل كما كانت وقل الاهتمام بالفئات السنية وثقلت همة القائمين عليها بعد أن صار من المتاح الاستفادة من اللاعب الجاهز ما دامت الأندية قادرة على الدفع.
الأندية تضررت من هذا الصد عن العمل في الفئات السنية بعد أن ارتفعت عقود اللاعبين إلى مستوى غير محسوب، أندية مثل الاتفاق والطائي قدمت نجوماً تاريخيين دفعت الثمن غالياً وتراجعت كثيراً والمنافسة أصبحت محصورة في كل الفئات والمنافسات على الأندية ذات الملاءة المادية، تراجع النصر في الـ20 سنة الماضية، وتراجع الأهلي نوعاً ما واصبحت المنافسة في الغالب إلى ما قبل عامين تدور بين ثالوث الهلال والاتحاد والشباب.
المنتخبات تضررت كثيراً وبشكل لافت وبالذات على صعيد المنتخب الأول بسبب فوضى الاحتراف في الأندية، ما إن يبرز اسم لاعب حتى تتسابق عليه الأندية الغنية، ينتقل في النهاية لأحدها ثم يختفي إلا ما ندر... تراجع المنتخب كثيراً، وفي بطولتين آسيويتين توالياً خرج من الدور الأول وبينهما سقط في دورات الخليج غيرة مرة وعجزا عن بلوغ المونديال!! وعاد للوراء درجات جاوزت الـ50 في تصنيف الفيفا ولم تفلح وعود احمد عيد في العام 2012 في صناعة شيء، وبقيت مجرد وعود لا غير.
أعود إلى حيث بدأت وأقول: إن العمل على عودة المنتخبات للمنافسة لا يمكن أن يقوم به اتحاد الكرة بمعزل عن الأندية بالغاً ما بلغ التخطيط والجهد المبذولين لذلك.... مالم يكن هناك عمل حقيقي في الأندية...فالعمل الحالي في الفئات السنية غالبه يتم بشكل ارتجالي ولمجرد العمل فقط.
هل هناك مدربون متخصصون في صناعة اللاعبين.. لا.
هل هناك إداريون متخصصون في التعامل مع اللاعبين صغار السن... لا.
هل هناك خطط طويلة المدى لصناعة اجيال جديدة... لا.
هل قدمت الأندية الكبرى في السنوات الاخيرة نجوماً بوزن نجوم الزمن الجميل... نادراً.
على صعيد اتحاد الكرة... ما هي خطوات العمل والتعاون مع الأندية والقطاع الخاص لصناعة مواهب كروية يعول عليها ويمكن استثمارها...؟؟ وهل هناك خطوات أصلاً؟؟
للأسف نحن نفلح في صناعة الوعود، وعندما يجد الجد نجد أننا وقفنا عند نقطة معينة، ومع كل إخفاق جديد يبدأ الحديث عن البرامج والخطط لتجاوزها... وعندما تبرد جراح الهزيمة نعود إلى ما كنا عليه بانتظار إخفاق جديد يكشف أننا تراجعنا قليلاً عن تلك النقطة!! ولا وعود تنفع ولا خطط عشوائية تفيد.
عندما حقق الأخضر كأسه الآسيوية الأولى وفاتحة إنجازاته... كان في صفوفه لاعب من الطائي ولاعب من النهضة ولاعب من الكوكب.... هل المنتخب يضم لاعبين من كل الأندية؟؟ أم مجرد ثلاثة أو أربعة فقط؟؟ فكروا فيها.
حقوق اللاعبين.. من يضمنها؟
عمر اللاعب قصير في الملاعب، وبعدها أين يذهب؟؟ إما إلى العمل في الأندية أو في مجال التحليل الفني، ونسبة هؤلاء قلة مقارنة بعدد ممارسي كرة القدم من المحترفين.
بعض اللاعبين تخطفه الأضواء وأخبار الإشادة وما يحصل عليه بين الفينة والأخرى عن المطالبة بحقوقه المالية، وآخرون يستغلون نجوميتهم في ليِّ يد الأندية للحصول على كامل الحقوق ويساومونها على ذلك.
نقرأ ونسمع دائماً مثل هذه القضايا، ونعرف أننا إزاء كرة ثلج ربما تتدحرج خارج الإطار الرياضي، لكن الحلول مازالت متواضعة.
لاعبون يطالبون بحقوقهم من أندية بعينها ومع ذلك فهذه الأندية تسجل وتسجل ولا احد يفتش في الدفاتر ويعرف مستحقات الناس، خاصة وان بعض اللاعبين يوقع دون أن يعرف كل ما له وما عليه.
يوماً ما سترحل إدارات الأندية وتأتي إدارة جديدة، ولأن الامور قد تنتقل بسلاسة في الجمعية العمومية ربما ترفض الادارة الخلف الاعتراف بهذه الحقوق وهنا يدخل اللاعب في دوامة يصعب الخروج منها.
مشكلة بعض مطالب اللاعبين انها مجرد وعود شفوية لا تستند على مؤيدات موثقة في عقده الاحترافي، وهنا يركض اللاعب خلف السراب.... ويظل يطالب ويطالب وما من سامع يصغي له.
السؤال يتكرر: هل لدينا احتراف حقيقي وثقافة احترافية حقيقية أم أن الامر لا يتجاوز حبراً على ورق؟؟.
مراحل.. مراحل
- مدرب الهلال أخطأ في قائمته الرئيسة أمام الاهلي الاماراتي وأخطأ في إصراره على استمرار سالم الدوسري الذي كان سلبياً طوال المقابلة.
- سلمان الفرج خسره الهلال في مباراة الرد لأنه لا يتعلم من اخطائه.
- سالم الدوسري ونواف العابد مازالا عبئاً على الفريق وتغييب الشلهوب عن الشوط الثاني ليس له ما يبرره.
- في مسألة إيقاف ديقاو وبعيداً عن استحقاقه من عدمه، أثبت الاتحاد الآسيوي أنه يفتقد الاحترافية في العمل وضمان المساواة بين المنافسين.
- يعني إيقاف لاعب يتم تأخيره إلى ما قبل المباراة بـ24 ساعة فقط دون أي مبرر.
- بعد مباراة نيشيمورا يجب أن تتوقع كل شيء، وتستعد لكل المفاجآت.
- فيه سستم عطلان.. وفيه سستم (مخبط).