يوسف بن محمد العتيق
استفتح مقالتي هذه بنقل حديث مختصر لكنه يحمل معاني كبيرة،كتبه معالي الدكتور فهد السماري في مناسبة حج سابقة، حيث يقول السماري عن أمير البيان العربي الأمير شكيب أرسلان وكتابه الارتسامات اللطاف في خاطر الحاج إلى أقدس مطاف: وعبر شكيب أرسلان في بداية الكتاب عن شعوره العربي الذي ارتسم داخل عقله وتفكيره وهو يطأ الأراضي المقدسة قائلا: «شعرت أني حر في بلادي وبين أبناء جلدتي.. شعرت أني كنت خاضعا هنا لحكومة.. عربية بحتة رأسها وأعضاؤها مني وإلي وأنا منها وإليها, وبعبارة أخرى أني هنا خاضع لنفسي» ويقول: «شعرت في الحجاز أني تظللني راية عربية محضة حقيقية, لاراية مشوبة بشعار أجنبي» وتناول أرسلان في كتابه هذا العديد من الجوانب والمعلومات عن مكة المكرمة والطائف. وفي حديثه عن المياه أثناء الحج أشار إلى ان الماء «كان عزيزا في مواسم الحج فربما بيعت قربة الماء بأربعين قرشا. ولما تولى الحجاز الملك عبدالعزيز بن سعود زاد سبل الماء في مكة ومنى فأزاح جانبا كبيرا من العلة» كما تناول أرسلان موضوع الصحة والتدابير التي اتخذتها الحكومة السعودية من أجل خدمة الحجاج ورعايتهم صحيا خاصة في مواسم الحج التي تكون في فصل الصيف وتزيد العبء على المؤسسات الصحية السعودية المخصصة للحجاج.
هذا حديث السماري نقلا عن أمير البيان العربي الأمير شكيب أرسلان، وفي هذا الحديث تأصيل لموضوع مهم إنه منذ أن شرفت هذه الحكومة السعودية بمتابعة أعمال الحج والإشراف عليها، وهي تضع هذا الموضوع في صدارة اهتماماتها.
الكثير من المؤرخين والرحالة المسلمين كتبوا عن الحج في العهد السعودي وبينوا كيف كان الوضع قبله، وكيف أضحى الحج بعد دخول الملك عبدالعزيز الحج.
كانت خدمة الحجاج في كل المجالات حاضرة، لكنها حاضرة بشكل أكبر في المجال الأمني والمجال المرتبط بصحة الحاج وتغذيته.
وليس المجال هنا لتعداد ماقامت به الحكومة السعودية في هذا المجال، فهو موضوع كتب عنه عشرات الكتب، ولا زال موضوعا مغريا بالكتابة لتوافر المادة وتجدد الخدمات في الحرم المكي والمشاعر المقدسة كل عام.
ونتذكر هنا ما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان مؤخرا من أن الحرمين الشريفين هما أهم لدينا من أي مكان في العالم.
ولأجل هذا نقول لكل من تحدث عن هذا الموضوع بلغة انتهازية فليعرف أنه آخر من يحق له الحديث عن العناية بالمقدسات، وهو من تلطخت يداه بكل ما يسيء للحرمين الشريفين في هذا المجال.