محمد المنيف
لم يكن أحد من العاملين في معهد العاصمة النموذجي بالرياض أو ممن يمر في شارع الملك سعود وتقع عينه على صالة تحتل الزاوية الشمالية الشرقية من المعهد تحمل لوحة التعريف بها عبارة صالة الأمير فيصل بن فهد للفنون التشكيلية أنها أنشئت للفن التشكيلي في فترة سابقة لزمانها، كانت تحمل اسم صالة معهد العاصمة النموذجي للفنون التشكيلية خدمة لمعارض المعهد على وجه الخصوص وللفن التشكيلي السعودي عامة من خلال استقطاب المعارض من مختلف المؤسسات أو المعارض الفردية للفنانين.
كان لي شرف العمل فيها مديراً على مدى ثلاثة عشر عام مكلفاً من مديري المعهد الذين تولوا إدارة المعهد منهم الأستاذ عبد الله الماضي مدير المعهد السابق عام 1416 تلاه تكليف وتفريغ من عملي معلما للتربية الفنية بالمعهد لإدارة الصالة من الدكتور عبد الله المعيلي مدير لتعليم بالرياض والمشرف العام على المعهد سابقا تحولت الصالة في هذه الفترة باسم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد تكريما لدوره في الحركة الثقافية ومن بينها الفنون التشكيلية ثم حصلت الصالة على دعم من مدير عام المعهد السابق إبراهيم القصير بإنشاء مراسم وصالة محاضرات وغيرها من التجهيزات يحق للصالة أن تتحول إلى مركز، أسهمت الصالة بعد ذلك باهتمام من د. إبراهيم القريشي مدير عام المعهد قبل تقاعده باستقبال العديد من المعارض التي تنظمها الرئاسة العامة لرعاية الشباب وصولا إلى وزارة الثقافة والإعلام بعد توليها شئون الثقافة إضافة إلى المعارض الأخرى لجهات عدة.
هذه المنشأة لم يكن بعضهم إن لم نقل الكثير كما أشرت يتوقع أو يقدر بعد نظر من كان وراء إنشائها الأستاذ الفاضل صالح البكر مدير عام المعهد -رحمه الله- إلا بعد أن ازدهرت الفنون التشكيلية السعودية وبرز دور الصالة فيها، فقد كانت الصالة ولا زالت إحدى ركائز تأسيس الفنون التشكيلية بالمملكة والصالة الوحيدة المختصة بهذا الفن على مستوى الوطن قدمها معهد العاصمة النموذجي كجزء من دوره الريادي متفردا كعادته.
لقد احتضن الصالة العديد من المعارض المحلية والخليجية والعربية عامة والعديد من المعارض العالمية التي تنظمها الجهات المختصة بالثقافة أو ما تنظمه السفارات.
أما الأكثر تأكيدا على دور المعهد للفن التشكيلي أحد روافد الثقافة السعودية ممثلا في الصالة فهو في اعتبارها الرحم الذي ولدت منه الجمعية السعودية للفنون التشكيلية لتكون الصالة بهذا الفعل والدعم بوجود المقر المؤقت للجمعية في الدور الأول من الصالة الحضن الأول الذي ساهم في وضع الفن التشكيلي على مساره الصحيح، حيث استقطبت الجمعية في مقرها العديد من الجهات واستقبلت الكثير من الضيوف من داخل الوطن وخارجه تعرفوا الفن التشكيلي وفنانيه وعلى دور المعهد من خلال هذا المنجز الحضاري ولو لفترة مؤقتة تستعد الجمعية بعده لإنشاء مقرها الثابت بإذن الله.