فاطمة العتيبي
أولاً: القضاء على الفقر
العالم أصبح قرية واحدة، والإنسان هو الكائن المشترك الذي يصل بين الحضارات والشعوب، يجتمع العالم اليوم على أهداف محددة يجمع من خلالها على أحقية البشر، كل البشر بالتمتع بتنمية مستدامة وحقوق عادلة في النماء والرفاهية بغض النظر عن الدين واللون والعرق واللغة والثقافة، فكل البشر يتشاركون السكن في هذا العالم، في هذا الكوكب، لذا هم متساوون تحت قدرة الله سبحانه خالق هذا الكون الفسيح.
والتنمية المستدامة ليست مهمة الحكومات فقط، إنّ على كل إنسان يمتلك العقل والضمير، أن يعمل بإخلاص من أجل السلام والتنمية وأن يبذل جهده حسب مقدرته لدفع هذه الأهداف قدماً.
وأبدأ اليوم معكم سلسلة مقالات نتحدث فيها عن هذه الأهداف الهامة، فالوعي والمعرفة هما الخطوة الأولى التي تجعل البشر يتحمسون ويدعمون.
نحتاج أولاً أن نعرف أنّ كل دولة مسئولة عن تحديد خط الفقر الوطني فيها حتى تنطلق خططها منه وتسعى مع المهتمين لمعالجته، لكن بقاءه مجهولاً يعيق أي مجهود يمكن أن يبذل في هذا الاتجاه .
بذلت أجند جهوداً حثيثة مع حكومات الخليج العربي، وأعادت تدوير فكرة البنغلاديشي محمد يونس الذي له السّبق في إنشاء بنك الفقراء في 2006، فأنشأت أجند بنوكاً مماثلة في العالم العربي، تعتمد على القروض الصغيرة جداً، لكن للأسف خطط معالجة الفقر في المغرب العربي نجحت أكثر في خفض الفقر أكثر من دول المشرق العربي بنسبة 56%، حيث ترتفع نسبة البطالة وتضعف الدخول المالية عند شريحة كبيرة .
الذي أشاهده في المملكة من واقع عملي واحتكاكي بسيدات يعتبرن تحت خط الفقر، تجدهن يستغثن طلباً للمساعدة ، لأنّ بعضهن لا يملك دخلاً إلاّ 1500 ريال ويعلن أُسرهن وأولادهن!
فإني للأسف لا أجد مبادرات تساعدهن في القضاء على الفقر، مثلاً يطبق عليهن نظام البصمة بينما لا يطبق على الذكور، وإذا ما علمت أنهن لا يقدن السيارة فضلاً عن أنهن يملكنها، فإنّ هذا يعني حضورهن بسيارة أجرة وإذا تأخرن يحسم من رواتبهن المتدنية!
إنّ تميز المسئولين والمسئولات في أي جهة، ليس مرهوناً بحضورهم الإعلامي اللامع، أو عروضهم المرئية وتقاريرهم البراقة ذات الأرقام والمؤشرات، التي لو اختبر مدى تطابقها مع الواقع، لوجد أنها لا تمت له بصلة ! إنّ تميز المسئول أو المسئولة يكون بوضع سياسات تتسق وأهداف التنمية المستدامة وتدفع بمؤشرات التنمية قدماً.
في الفلبين انتهجوا إرسال رسائل نصية للفقراء في توقيت استلامهم للرواتب تذكِّرهم بأهمية الادخار، زادت نسبة الادخار في الشهر الأول بعد الرسائل النصية بنسبة قدرها 11%، نحن للأسف تتعاون شركات الاتصالات مع التجار، فتمطر كل هواتف المشتركين برسائل دعايات الاستهلاك والقروض المغرية بفوائد عالية من البنوك في موعد استلام الرواتب.
في المجمل نحتاج لوضع خطة تشارك في تنفيذها عدة جهات ومتطوعين، للإسهام في القضاء على الفقر تدعم اتجاهات الحكومة الإيجابية في هذا الاتجاه، وتدعم صحة القرارات التي يتخذها الفقير لتحسين وضعه.