فاطمة العتيبي
وصلنا إيميل من إدارة البناية التي نسكن فيها من عدّة شهور في جنوب أمريكا أنّ يوم الخميس October 1,2015 هو اليوم السنوي لإجراء صيانة عامة لشقق البناية، وإنّ العمال سيحضرون للشقة بين التاسعة صباحاً وحتى السادسة مساءً، وإنّ هذا قد يترتب عليه انقطاع في بعض الخدمات مياه - كهرباء - إنترنت لبضع ساعات.
الحقيقة كان ودّنا نرد أن شكراً، فكل شيء لامع وجديد (وشو له الكلافة)! والحقيقة إنّ التغيير عند إدارة البناية إستراتيجية شاملة لا تبقي ولا تذر، فقد أشاروا إلى أنهم سيغيرون كل شيء قابل للتغيير، لأنّ الصيانة سنوية، وهي من أسباب بقاء البناية بمظهرها اللائق إذ لابد من تغيير الجيد والرديء حتى يبقى الجيد جيداً ولا يعود الرديء رديئاً (عمر البناية 25 سنة لكنها تبدو قد افتتحت قبل خمسة أشهر).
هذا هو التخطيط والتنظيم والتنسيق ثالوث التنمية الهام جداً، فالدول تقوم على الحفاظ على هذه العناصر مجتمعة، تحكمها قوانين الحوكمة (الشفافية، العدالة، المساءلة)، البناية ما هي إلاّ نموذج مصغّر يبرز نوعية العمليات التي تدار بها بقية المنظومات، وهي تفسر لك كيف يتحول النظام ويصبح تقاليد عريقة وكيف تتجذّر القيم برسوخها!
لاحظ تفعيل التقنية، لاحظ شرح التفاصيل وتوفير المعلومة، لاحظ الالتزام بالمواعيد، لاحظ الاستمرار في العمل ذاته وتنفيذ الخطة السنوية بالتزام.
شكرنا العمال وودعناهم، فقد قررت العائلة أن تقضي المتبقي من يومها في أقرب فندق وفعلاً بعد أن أمّنا أشياءنا المهمة، اخترنا جناحاً جميلاً نرتاح فيه بعد عناء الدوام وننتظر فيه انتهاء الصيانة في شقتنا اللامعة ... لكن ما الذي كان ينتظرنا في الفندق؟