فهد بن جليد
لن تكتشف ذلك، إلا بإجراء بعض الاختبارات العملية على شخصيتك، أو من خلال رأي، وتعليق من حولك، أو عندما تشعر بأنك (تحشر أنفك) فيما لا يعنيك!.
مؤخراً جربتُ طريقة جميلة جداً للتخلص من (لقافة وفضول) من حولي، عندما أرشدتهم إلى برامج (فلايت رادار) التي تُتيح لك خاصية معرفة (خط سير) الطائرات التي تحلق فوق رأسك، ونوع الطائرة، واسم الخطوط، ومعلومات الرحلة، من أين أقلعت؟ ومتى؟ وإلى أين تتجه؟... إلخ من المعلومات التي بات بإمكان الإنسان العادي على الأرض، الحصول عليها عبر هاتفه!.
لقد تحول هؤلاء إلى (بحلقة السماء) بعيونهم (لمراقبة الطائرات) فيما يُشبه عمل (برج المُراقبة)، والتفاخر بمعرفة ما يدور (فوق رؤوسهم) في المجالس، بدلاً من الانشغال في مراقبة الناس، والحديث عنهم!.
بهذه الطريقة يُمكنك التخلص من إزعاجهم، وثرثرتهم، وكثرة (القيل والقال)، عليك فقط التحلي (بالصبر) لبعض الوقت، عندما يقوم أحدهم بتحميل البرنامج على (هاتفه الشخصي)، ويبدأ في تحليل الأجواء، ليُخبرك أن الطائرة التي فوقنا الآن في طريقها إلى المطار (الفلاني)، وأقلعت من (المطار الفلاني)، دون أن يكون هذا الأمر مهماً لا بالنسبة لك، ولا بالنسبة له، فقط هو (الفضول)، وحب معرفة أحوال الناس؟ والحديث عنهم؟! بل إن البعض قد يتوسع - أثابه الله - ليكشف لك عن (حركة الطيران) الآن في المطارات المجاورة؟ وآخرون قد يتجهون (بالخرائط) على شاشة الهاتف، إلى (قارات أخرى) تكتظ بالطائرات؟ إنه الفضول الذي يملأ مجالسنا!.
هذه البرامج العالمية، تؤكد مقولة أن العالم بات (قرية صغيرة)، فلم تعد هناك (معلومة خافية)، فالطائرات في السماء، تستطيع معرفة وجهاتها، وجنسياتها، الخدمة تُساعدك في متابعة طائرة (ابنك)، أو (صديقك) مُنذ وقت إقلاعها من أي مطار في العالم، ومُراقبتها طوال الرحلة، ومعرفة الأجواء العالمية التي تُحلق فيها الآن؟ حتى تصل إلى (وجهتها) بسلام!.
إذا أعجبتك الفكرة، وبدأت في البحث عن البرنامج، وتحميله فعلاً، فتأكد أنك رسبت في (اختبار الفضول)، لأنك تراقب الطائرات في السماء, وتتعرف على وجهاتها (دون فائدة)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.