سعد الدوسري
لا تزال مدارسنا الحكومية والأهلية تمارس الوصاية على الطلاب والطالبات، فيما يتعلق بالملابس أو قصات الشعر. وهذه الوصاية تنبع من دور المدرسة التقليدي في ضبط سلوك الأبناء والبنات، وجعلهم ملتزمين بالتحصيل العلمي، وليس بالمظاهر.
هل يختلف أحد مع هذا الأمر؟!
لا، ولكن التطبيق يجب أن يختلف عما كان عليه في السابق. فالطالب والطالبة اليوم، يتعاملان مع المدرسة، على أساس أنها واحدة من مصادر المعرفة، وليست كلها، ومن هنا نلاحظ أن علاقة الطفل بالمدرسة، والشاب بالجامعة، علاقة لا يشوبها الخوف، ولا تؤطرها المهابة. وعلى القائمين على المدارس، طالما أنهم يعون حجم معرفة الطلبة والطالبات بضعف المنهج وقصوره، ألاّ يضعوا حواجز إضافية أمامهم.
إن من غير المفهوم أن تخلو المدرسة من أية مبادرات لتطوير العملية التعليمية، ولتطوير البيئة المدرسية ولرعاية المواهب الإبداعية، ثم تضع أنظمة صارمة لقصات الشعر ولنمط الملابس، في ظل وجود هذه الظواهر في أوساط ممثلي الوطن، مثل لاعبي كرة القدم في المنتخب، والذين يفترض أنهم يعون حجم التمثيل ويعون حجم تأثيرهم على الأطفال والشباب. ليس هم فقط، بل حتى الإداريين والمشرفين والمسؤولين، ممن لم يسبق لهم أن منعوا أي لاعب من أن يختار نمط مظهره.
الطالب اليوم يشاهد كل ما يجري حوله، ويفهم ما الذي يجري، لذلك فنحن مطالبون بالتعامل معه حسب قدراته في إدراك المجريات. كلنا مع محاولة ضبط السلوك، ولكن بهدوء، وبتفهم لواقع الحال.