د. خيرية السقاف
هذه الأحداث
آخذة بإنسان الأرض لمتاهات فوضى..
ليست «خلاّقة»..
وإنما خانقة حارقة..
تمسك بالنسمة من عنقِها تزجُّها خلف قضبانها..!!
وبالبسمة من كتفها، تطوِّح بها لأتونها..
تقول للصغير لا تبك، ولا تضحك..!
وللكبير لا تنم، ولا تهنأ..!!
تقول للماء تبخّر..
وللنار أوقدي..
وللخضرة احترقي..!!
تهزأ بالبناء فتهدمه..
تحنق على الماء فتهدره..
تسخر من النوم فتوقظه..
تلتذ بالذخيرة فاكهتها..
تفخر بالدمار تاجها..
هي الرحم الولود لمنجبها..
والسيل اللدود لمُتلقِّيها..!!
هي السيف الباتر للأوشاج..
المستميل الفاتن للجنون..
فوضى ليست خلاّقة..
وإنما سجَّانة عاتية..
تقبض على معصم الطهر تلوثه..
تعبث بعافية السلام تمرضها..
وبطمأنينة الأمان تمزِّقها..!!
تلعب بالبشر كأيقونات النرد..
تركض باللهب كشارات النصر..
كأنها للفُجاءة فُجاءة..
وللغصّة إضافة..!!
وللتائه غابة..!!
دوائر كالماء تلف الناسَ بالناسِ!!
تصرع الموت بالموت..
الصدق بالكذب..
الصبر بالقنوط..
العقل باللوثة..!!
تتمادى...... تتمادى!!