علي الصحن
كرة القدم ليست معادلة كيميائية، نقاط صغيرة تغير كل شيء.. جمهور الهلال تنبه لذلك ونبه مدرب فريقه له، لكن دونيس رفض ذلك، وأصر على ان يحرج فريقه أمام الأهلي بقائمته التي كانت محل استغراب الجميع، وعندما تنبه الممرن الهلالي لذلك، كان يخسر التغييرات المتاحة لإصلاح أخطائه لا لتقوية فريقه، عاد الفريق وتعادل لكن شوط المدربين كان بيد كوزمين الذي استطاع إمساك الأمور في الوقت الحاسم.. أما دونيس فقد أصر على مواصلة أخطائه باستمرار نواف العابد الذي لم يقدم أي شيء، وخروج ادواردو....!!
كل ما حدث للهلال فنياً كان بسبب قناعات دونيس، كان بإمكانه أن يحسم المباراة في الرياض ولم يفعل، كان بإمكانه أن يعوض في دبي لكنه تأخر.. خسر الهلال، خرج من السباق الآسيوي من جديد، وبات الأمر بيد الإدارة، فمسألة أن المدرب أبخص غير مقبولة، وقبول كل قراراته ليس معقولاً.. لست هنا في مقام المطالب بالتدخل في عمل المدرب، ولكن ضد أن يمنح الخيط والمخيط، ويترك الأمر كله بيده!!
الحقيقة التي يجب أن يدركها الهلاليون أن دونيس مدرب مرحلة فقط وانتهت، وليس مدرباً ينتظر منه أن يطور الفريق ويضيف إليه، ويتجاوز به كل العراقيل!!
المحترفون.. قيمة العقد
ليست كل شيء!!
ارتفاع القيمة التعاقدية ليس كل شيء في عالم الاحتراف وبورصة اللاعبين، رب لاعب يتم التوقيع معه بقيمة مرتفعة ولا يقدم على الملعب شيئاً، وآخر يتم إحضاره بمبلغ عادي فيلفت الأنظار ويكون رمانة الفريق.
هنا فتش عن الإدارة وعن الخبراء الفنيين في النادي وعن دور المدرب وعن لعبة السماسرة.. وقبل ذلك كله عن عملية الاستعراض التي تقوم بها بعض الإدارات خاصة حديثة العهد بالأندية وذات الملاءة المالية في البداية التي تسعى لحشد التأييد الجماهيري والإعلامي عن طريق رفع فاتورة تعاقداتها، أما النهاية فستكون فشلاً يقارع فشلاً ومشاكل مع اللاعبين ولجنة الاحتراف وغرفة فض المنازعات والبحث عن حلول تخرج النادي من عنق القارورة الذي حشر نفسه به.. وبطوعه.
بعض الخبراء الفنيين - جزافاً - في الأندية أو الذين تستعين بهم الأندية أو المقربين من الأندية، لا يريد الخير لها وهو يريد مجاملة صانع القرار والإيحاء له بأن خياراته ممتازة وأن الله حباه نظرة فنية ثاقبة !! وبعضهم لا يسأل عمّا يفعل ولا يقدم مشورة فنية حقيقية.. لأنه يفتقد أدواتها أولاً، ولأن هدفه الحصول على مكاسب مالية أو معنوية جراء ترشيح اللاعب الفلاني، وهنا تتقاطع مصالح بعض الخبراء مع الوسطاء والكعكة هي مال النادي والمرارة تصب في حلوق محبيه بعد حين.
في دورينا وفي أنديتنا لاعبون محليون وأجانب ذاع صيتهم قبل وصولهم وراهن عليهم من تعاقد معهم، لكن المباريات تمر والمنافسات تتوالى وهم لا يقدمون سوى الفشل والخيبة !! والأندية تتابع ولا تملك إلا أن تضرب كفاً بكف حسرة على ما فرطت به من وقت ومال لم يصب هدفه.
وفي دورينا وفي أنديتنا لاعبون محليون وأجانب جاءوا بهدوء وتعاقدت معهم أنديتهم دون أن يعلم أحد، وهم يقدمون أنفسهم كلاعبين مؤثرين مهمين وبانضباطية مميزة، وهناك لاعبون جاءوا لأندية الوسط بمبالغ معقولة، ولو قدر وتم طرح أسمائهم نادي من الأغنياء لتضاعفت قيمة العقد.. وللأسف فالوسطاء يعرفون كيف يتصرفون، وبعض الأندية لا تعرف كيف تفاوض.
المشكلة أن مدربين قد دخلوا على الخط، وأصبحوا يفرضون على الأندية التعاقد مع أسماء بعينها يرون أنها وحدها القادرة على ترجمة أفكارهم وسط الميدان، وفي الغالب فإنَّ الأندية ترضخ لطلباتهم حتى لا تضع في يد المدرب مبررات سريعة للفشل، وفي الغالب أيضاً ان نجوم المدربين من فشل إلى فشل، وفي النهاية يتم تسريح المدرب ولاعبه.
مؤسف أن يدفع ناد ما مبلغاً مالياً يشكل نصف إيراداته تقريباً من أجل التعاقد مع لاعب تم تسويقه بكفاءة، وفي النهاية يبقى اللاعب بجانب المدرب على كنبة الاحتياط لأنه لا يستحق المشاركة!! ومؤسف أن الدروس تتوالى والتجارب تمر الواحدة تلو الأخرى والأندية تقع في نفس الأخطاء، وتتجرع ذات المرارة.. وللأسف أنها ستظل كذلك حتى حين، وكما قلت في البداية ان البعض يميل للاستعراض بهذه التعاقدات.. لا أقل ولا أكثر.
مراحل.. مراحل
- قرار اتحاد الكرة بشأن السماح للأندية غير المشاركة في دوري أبطال آسيا بتسجيل أربعة لاعبين أجانب ليس من بينهم أجنبي فيه مثالب أهمها عدم العدالة بين الأندية وإهدار أموالها بشكل غير مباشر.
- أحد المذيعين يقول: إن قرار الاتحاد المقصود به أن يسجل النادي أربعة لاعبين أجانب ليس من بينهم آسيوي ، ويسجل لاعب خامس آسيوي يلعب مع ثلاثة آخرين في بطولة آسيا.. ويرى أن هذه عدالة !! وهنا لا أدري كيف فسر المذيع قرار الاتحاد بهذا الشكل المعوج، وكيف يراها عدالة.. هل من العدالة أن تصرف على خمسة لاعبين لا تستفيد إلا من أربعة منهم ؟؟ وهل يمكن أن يتعاقد النادي مع لاعب لبطولة واحدة ؟؟ أين توالي المشاركة والانسجام والحساسية على الكرة ؟؟
- ليت بعض المذيعين يقرأ ما هو مكتوب له فقط وإذا احتاج (مساعدة) يطلبها من المعدين بدل الفلسفة واختراع القرارات وتفسيرها دون مستند صحيح !!
- دورة الألعاب الخليجية لم تحقق الإثارة المطلوبة ولم تحظ بالمتابعة المرجوة ولم تصل للنجاح المنشود.. وهنا فتش عن تسويق البطولة والاستعداد لها بطريقة احترافية.. وقبل ذلك اختيار التوقيت المناسب لها.
- توزيع الأدوار على الأصدقاء والمقربين بدلاً من الكفاءات والخبرات والمهنيين لن يحقق النجاح في النهاية.
- جمع عدة مناصب (إعلامية) ولم يصب نجاحاً لافتاً في أي منها.