د. عبدالعزيز الجار الله
هل تفك (أحافير) القطارات المترو ألغاز الرياض الجغرافية لكل مدينة سمة أو طبيعة جغرافية تميزها ومدينة الرياض واحدة من المدن التي ساعدت البنية الجيولوجية وجيمورفولوجية والطبوغرافية لتأخذ هذا الشكل المتباين الذي تقوم عليها الرياض، يرى بعض المخططين أن الرياض طيِّعة ذات تركيب جغرافي منبسط لأنها واقعة في القطاع الرسوبي الذي تقل فيه الارتفاعات وصخور الدرع العربي النارية، في حين يرى البعض الآخر من المخططين أن سطح الرياض الطبوغرافي معقد يشبه تعقيداته الجيولوجية.
مدينة الرياض من المدن (الطولية) تمتد من الجنوب إلى الشمال بسبب انحصارها بين حافتين، من الشرق حافة العرمة ومن الغرب حافة طويق التي تتميز بالانحدار الشديد، يُضاف لها المجرى الأخدودي لوادي حنيفة غرب الرياض، هذا هو المظهر الطبوغرافي للمدينة قد يكون من العوامل الإيجابية لمشروع القطارات، وقد يكون من العوامل السلبية إذا عرفنا أن (60) بالمئة من مشروعات المترو تحت الأرض عبر أنفاق طويلة.
تكوين شرق الرياض: في معظمه تربه رسوبية رملية (رخوة التماسك) تكاد تكون مشبعة بالمياه بسبب مياه: الصرف الصحي، تصريف السيول، مياه نشأت بسبب مياه التحلية المتسرِّبة، مياه الفائض الزراعي. وهذا يؤدي إلى صعوبات شديدة أمام عملية الحفر والإنشاء في المناطق الطينية أو في أقصى الشرق عندما يتم الاقتراب من الرمال والحافات الصغيرة التي تتجمّع حولها الكثبان.
تكوين غرب الرياض: حافات رسوبية صلبة نتيجة مرتفعات حافات جبل طويق وأخدوديه وادي حنيفة،حيث يلتقي غرب المدينة الشعاب (السفحية) مع نهايات الحافات المنحدرة غرباً، أيضاً انحدار ظهر حافة طويق باتجاه الشرق مع ميل واضح، وهذا قد يصعّب المسؤولية أمام شركات حفر الأنفاق حالياً أو مستقبلاً بسبب كثرة انفلاق - تصدعات - الأرض وسفوحها العالية.
الأمر ليس بالصورة المعقدة لكنها من المشكلات التي قد تطيل من عمر تنفيذ المترو لأشهر أو سنوات، لأن ظاهر الرياض يختلف عن باطنها، أيضاً لكون الرياض من المدن التي تمتد طولياً وتحديداً جهة الشمال، فهي محصورة جبرياً من جهة الغرب بحافة طويق السفحية، والجنوب بمجرى وادي حنيفة، ومسار مجرى الصرف الصحي والحافات الجبلية والمزارع إضافة إلى حدود مدينة الخرج، فالمتاح شرقاً وهذا قد تقف عائقاً له تكوينات الرمال ومشروعات النفط وخطوط أنابيب مياه التحلية، ولا يبقى سوى الشمال المفتوح على مساحات شاسعة، لذا لا بد من الحذر الشديد أثناء حفر الأنفاق في المناطق الطينية شرقاً، وهي مخاوف حقيقية على السلامة العامة، أما الأمر الآخر فيتعلَّق بمدة التنفيذ التي قد تطول.