فهد بن جليد
على ذمة دراسة أمريكية نشرتها صحيفة (نيويورك تايمز) أمس الأول (الثلاثاء)، فإن هناك (مدن خليجية) ربما لن تكون صالحة للعيش نهاية القرن الحالي، بسبب مخاوف من ارتفاع درجة حرارة الجو بشكل كبير خلال السنوات القادمة، ووصفت الدراسات الأمر بأنه سيكون (مروعاً) دون استخدام مكيفات الهواء!.
العلماء يتوقعون أن يكون الخليج العربي، هو أول منطقة في العالم تتأثر مباشرة بالتغيرات المناخية القادمة على الأرض، ربما لأسباب جيولوجية، المخاوف تتمثل في ارتفاع تدريجي لدرجة (الحرارة)، إضافة لتدخل الإنسان في تغيير المناخ المحيط به، مراكز الدراسات الأمريكية تقول بأن درجة حرارة الجو في منطقة الخليج خلال (المائة عام) المقبلة، لن تُطاق، وأننا في حاجة لتكييف كل جزء من منطقتنا، (الملاعب، الحدائق، الشوارع .. إلخ)، الصحيفة نشرت على (صفحتها الأولى) صورة لحجاج بيت الله الحرام، وتوقعت بأن المسلمين سيواجهون صعوبات (مناخية و جوية) كبيرة جداً، بعض العلماء وصفوا ما سيحدث في بعض المناطق الخليجية القريبة من المياه الدافئة (بالساونا)، وقارنوا بينها, وبين ما يحدث من تعرّق ورطوبة عند استخدام (الحمام التركي أو الفلندي)!.
كيف يُمكننا التعاطي مع مثل هذه التقارير؟ والتوقعات والدراسات المناخية؟!.
هل نصدقها ؟ ونعمل من أجل الأجيال القادمة، لنغير من نمط حياتنا، ونفكر في بناء وتشييد (مدن سعودية) عصرية جديدة، خصوصاً في المناطق الباردة جنوب المملكة، وتهيئتها (بالبنية التحتية) المناسبة لتكون مدنا كبرى مستقبلية، مُستفيدين من التنوع المناخي لبلادنا ..إلخ.
أم نتجاهل مثل هذه المخاوف؟ على اعتبار أن الهدف من نشرها (تسويقي بامتياز) لاستغلال دول الخليج الغنية، ربما لترويج تقنية (مكيفات المدن) والمساحات المفتوحة، خصوصاً مع خطوات دولة (قطر) الشقيقة، لتكييف بعض ملاعب كرة القدم، استعداداً لاستضافة (كأس العالم) عام 2022م!.
أهل السفر صيفاً، والباحثون عن البراد، ربما يجد بعضهم في مثل هذه الأخبار والدراسات (مندوحة) لتحقيق حلم شراء (شقة) أو مقر سكني، في الدول الباردة، لتكون ملجأً كلما اشتد الحر, ولكن ماذا عن غير القادرين؟ ومن سيبحث لهم عن (لفحة براد)؟!.
لنا الله، فالأمر قد يستحق (التأمل والتفكير)، مع تأثير حرارة الجو على (نفسية السكان)!.
وعلى دروب الخير نلتقي.