ناصر الصِرامي
لازلت عند تفاؤلي بزميل سابق ووزير للإعلام الآن، تنقل خلال فترات متفاوتة من الإعلام الورقي إلى الفضاء، وفي كل الحالات ظل الإعلام الإلكتروني -الإعلام الجديد- حاضرا وملازما في مسيرته، وهو وزير الثقافة والإعلام الدكتور عادل بن زيد الطريفي..
مهم أن لا ننسى الأهم دائما في نوعية مهنتنا وتطويرها، إننا صحفيون وإعلاميون في النهاية، وهذا هو السر والاستثمار الحقيقي لنا ولوطننا. حيث وجود قوة إعلامية سعودية تنتشر في الداخل والخارج وبشكل لم يتحقق لدول عربية أو إقليمية شاركتنا بدايات التنمية الأولى، هذا التأهيل، وذاك الحضور الفاعل هو الثروة الأهم.
الإعلامي السعودي أصبح اليوم ثروة وقوة لبلاده، ثروة تتطلب المحافظة عليها وتنميتها باستمرار، ولن يتم ذلك إلا برعايته عبر عمل مؤسساتي نشط.
لكن من المؤسف - مجدداً- أن تكون هيئة الصحفيين غائبة الآن، وخارج أي مساهمة ترعى وتدعم وتوجه الحراك الإعلامي، بحيث تكون منتداه وعنوانه وملاذه وملتقاه. تجمع أنشطته، وورش عمل تأهيله، وندوات تثقيفه المهني، ومنبر فعاليات محلية وإقليمية ودولية للداخل، ودارا تستقبل وتستضيف زوار البلاد الإعلاميين. ومركز حراكنا النشط تحت السمع والبصر.
ذلك المبنى الواقع في حي الصحافة بالرياض وفي موقع إستراتيجي هو علامة إنجاز مرحلة التأسيس، لكن ما بعدها غياب كبير بحجم المبنى الفارغ من البشر أو أي نشاط أو حركة إطلاقا.
بل إن الهيئة اليوم بدون مجلس إدارة يسير أعمالها، وكأن الهيئة قد شلت تماما حتى في الجوانب الإدارية التقليدية.
نحن لا نتحدث عن خذلان الهيئة لحالات مهنية كانت بحاجة لمساعدتها، ومن أبسط الحقوق أن تقوم الهيئة الموقرة بحماية حقوق صحفييها من الإجراءات التعسفية ورعايتهم، ومنح امتيازات لحامل البطاقة الصحفية، أو أن تعمل على خلق تسهيلات. نحن نتحدث عن أول وأهم الأشياء في النظام التأسيسي، وهو عقد الجمعية العمومية واختيار مجلس لها.
وهنا نكرر الحديث عن موضوع جوهري في النقد المستمر للهيئة، وهو غياب التفرغ في جهاز الهيئة التنفيذي، ابتداءً من وجود أمين عام متفرّغ لتنفيذ الخطط والبرامج، جهاز متفرغ يتمتع بالكفاءة والخبرة، ويضع ويرسم لرؤية إستراتيجية للهيئة تشمل الرؤية والأهداف وطرق التنفيذ والجدول الزمني، ناهيك عن وضع لوائح محايدة بخصوص الترشيح ومرات إعادة الترشيح، ومراجعة العضوية واستحقاقها.
وتطلعاتنا كصحفيين ليست خيالية ولا منفصلة عن الواقع، بل هي آمال متواضعة في ارتقاء الهيئة لمستوى الإعلام السعودي وتنوعه وريادته وحضوره، ودور المؤسسات الصحافية المؤثرة لتكون في مستوى القيمة والمرحلة، وأن تكون هيئتنا نموذجاً نفخر به مقابل هيئات المجتمع المدني الأخرى التي تحمل الصحف باستمرار المقالات تلو المقالات في نقدها!.
قد تحتاج الهيئة لتدخل وزارة الثقافة والإعلام -والوزير شخصيا- لإعادة الهيئة لخطها كمؤسسة مجتمع كمدني، وبيت للصحفيين العازفين عنها.
فهيئة الصحفيين، لا تحتاج لاستجداء التمويل والشكوى، لكنها قادرة على تمويل نفسها عبر تبني برامج عدة ومبتكرة وإبداعية، ولدي مقترحات عملية عدة ومتنوعة سأقدمها لمجلس الإدارة الجديدة متى ما بعث..!