د. منال عبد الكريم الرويشد
شكراً لك معالي وزير التعليم لاختيار تصميم ناجح لشعار الوزارة الجديد بفلسفة للشعار «انطلاقاً من رؤية وزارة التعليم عطفاً على دمج التعليم العام والجامعي، تأتي الحاجة لتطوير هوية بصرية جديدة لوزارة التعليم على نحو يتواءم مع التكامل والتوازن لكل من يسهم في العملية التعليمية من الأفراد والقطاعات المختلفة في المراحل والمستويات كافة. ويرتكز التطوير الجديد للهوية على الدفع باتجاه الارتقاء بالتعليم والبحث العلمي بخطوات وخطط ثابتة نحو المستقبل مع العمل على تطويع التكنولوجيا، والتقنيات الحديثة، وإيجاد فضاءات عديدة ومتنوعة للانطلاق إلى آفاق أوسع تعزز الإبداع والابتكار والمهنية الحرفية».
هذه الفلسفة ترتبط بالتصميم الجديد المعاصر للشعار المتضمن بناء تصميميا اعتمد على مجموعة من الركائز للعملية التصميمة بالأسلوب البنائي بمقتضاها تفاعلت وحققت نجاح التصميم، فالوحدات بنت فيما بينها علاقات متبادلة ومتكررة وذات إيقاع لإبراز البنية الشكلية العامة لتصميم الشعار بشكل ناجح وجيد ومؤثر وجاذب ومحفز للتفكير والتأمل.
فالعمل التصميمي لهذا الشعار جمع بين الرمز والدلالة وأهميتهما الوظيفية وكمتخصصة في فلسفة التصميم أجد أن الدلالات الإدراكية في اختيار مفردات الشعار أدت دورها كمعلومات بصرية تكونت بتنظيم بصري يعطي إيحاءات متعددة، انطلاقاً من كون الشعار وسيلة اتصال جماهيرية مهمة، حيث جاء في وصفه بعد إعلان الوزارة عن شعارها الجديد يتألف الشعار من مجموعة دوائر تتكامل مع بعضها البعض لتظهر بصورة تتزين في شكل الكتاب، وشكل النخلة بطريقة متوازنة. وقد روعي في الدوائر أن تكون بأحجام وألوان مختلفة لتعبر عن جملة من العناصر المهمة في العملية التعليمية كالتكنولوجيا والمعلومات، ولترمز إلى بناء فرد فاعل في المجتمع، قادر على الابتكار وتطويع المعرفة ونقلها.
وتعبر الدوائر أيضاً عن المشاركة والتداخل المنسجم في طبيعة العملية المعرفية نحو خلق وتعدد الفرص للإسهام في الاختراعات والبحث العلمي».
إن رمز الدائرة المستخدم في بناء تصميم الشعار مرتبط بدلالات عديدة فهو رمز الكون والكمال يرتبط بشكل الشمس والقمر والكرة الأرضية ويعطي إحساسا بالاستمرارية والديمومة وتنوع أحجام الدوائر وتدرجها يؤكد دور القصدية في التصميم لهذه الدوائر وعلاقتها بمراحل التعليم العام والجامعي مع تنوع المجالات وتعددها وبذلك تحقق ربط الدوائر مع بعضها بنجاح تصميمي يشترك في هذا دور اللون، حيث تم اختيار لون جميل متدرج يرمز لجمال الطبيعة والبيئة والحياة ومتناسق مع النمو في أحجام الدوائر ويعطي إحساسا بنمو المعرفة والحصاد يتسع مع اتساع الزرع وأرى الدوائر في المجمل العام تكون حرف M، والوزارة أعلنت عن مجموعة مكونات لاستلهام الشعار «كالكتاب: أصل المعرفة ومرجع العلوم ووعاء التدوين. ومن النخلة: إحدى مكونات شعار المملكة العربية السعودية.. رمز خير وبركة ونماء. ومن التكامل والتوازن: بين ثنائيات العلم والتعليم، الأخلاق والعمل، البيت والمدرسة، التعليم العام والجامعي. ومن العلوم: البحث العلمي والتطوير والقدرة على الابتكار والإضافة العلمية وبناء اقتصاد معرفي قوي. ومن الحيوية: حركة دؤوبة لتحفيز النشاط والاستمرار للانطلاق في آفاق أوسع نحو إنتاج متجدد ومبادر. ومن التكنولوجيا: تطويع التقنيات الحديثة ومواكبة العصر، بما يعزز الانتقال من أسلوب التلقين إلى الإبداع في التعليم».
أما الكتابة في الشعار فهي متوائمة مع المفردات الشكلية لبناء التصميم بالدوائر، وقد وضح في وصف الشعار «أنه تم استيحاء الخط العربي من الخط الكوفي وصمم بنسق حديث ليتناسب مع الشكل، ومن هذا المنطلق بني الخط المستخدم في اللغة الإنجليزية لتحقيق الاتساق والاستمرارية». وبذلك فشعار الوزارة الجديد حقق الاتصال الجماهيري بفكرة ناجحة وذات رسالة بصرية مختصرة.