رمضان جريدي العنزي
هذه المرة طال الإرهاب القذر - نجران - واحدة من مدننا التي لها تاريخ حافل بالعطاء، والحضور الراسخ في المخيلة، والتي لها وقع خاص في النفس، ولا أغالي إن قلت إنها الأقرب إلى الروح والقلب والبال، فأهل نجران وطنيون حد النخاع، يتصرفون مع وطنهم بالفداء المطلق، ومع ضيوفهم بكرم كبير، ويغلب عليهم طابع السخاء والهدوء والبساطة،
ويتميزون بالصدق والشجاعة ودماثة الأخلاق، يجمعهم الود والإخاء والوئام، منسجمين متكاتفين متحابين، نجران حديقتنا الخلفية، وبستاننا الطبيعي، ونافذتنا التاريخية المطلة على الجنوب، وهي عندنا أجمل من القمر نفسه، إن الاعتداء عليها من قبل فيروسات التطرف، هو اعتداء شنيع يعبر عن الوحشية المطلقة، والعقلية العبثية، التي لجأ لها شياطين الفوضى والاستهتار في تعاملهم المزاجي مع الناس والأرواح والوطن، والذي ينم عن إفلاسهم الديني والأخلاقي، وغبائهم المطلق الكبير، الذين لا يفرقون بين كبير وصغير، ولا يعون الفرق بين الاحترام والإجرام، لقد بلغت أعمالهم الإجرامية حداَ لا يطاق، تجاوزوا فيه كل الخطوط الحمراء، إن أعمالهم الغاشمة هذه لن تزيدنا إلا تمسكاً وصلابة، وموقفاً قوياً رافضاً للفوضى والجور والظلم والاعتداء، إننا بالطبع لا نحترم هؤلاء الذين يستنبطون الفسوق والكفر والعصيان، والذين تخصصوا في خداع الناس وتضليلهم، الذين يستغلون الدين وقوداً لإشعال فتيل الصراعات، وتأجيج نيران الفتن، الذين يستخدمون الدين جسراً تكتيكياً ليعبروا من خلاله نحو تحقيق مكاسبهم الشخصية والحزبية والفئوية وتوسيع نفوذهم والاستحواذ على كل شيء، لقد تبرقع هؤلاء ببرقع الإيمان المزيف وهم أبعد ما يكونوا عن الدين وعن طاعة الله، واتباع تعاليمه، إن تدينهم تجاري بحت، ومظاهرهم استغلالية بحتة، وهيئاتهم مسرحية مكشوفة، تمظهروا بكل أنماط الخشوع والتدين، ولبسوا المهابة المصطنعة، وتحصنوا خلف جدران الرياء والنفاق، وتلحفوا بأردية البهت والزيف والتزوير، واستغلوا التدين استغلالاً بشعاً في الترويج لبضاعتهم الفاسدة والمغشوشة، إن الإسلام الطاهر الحنيف رغم أنوفهم دين رحمة، ومحبة وسلام وتعايش سلمي وعطاء ونماء، ودين عدل وعقل وتوازن واعتدال، إننا على يقين تام أن هؤلاء المتاجرين بالدين، والمتكسبين من ورائه، تحت غطاءات ومصطلحات متنوعة لن يفلحوا أبداَ، وسيذوقون مرارة أفعالهم، لأن مآربهم دنيئة، وأعمالهم قاصرة، وهيهات أن نحترم هؤلاء العملاء المجانين الذين استخدموا الدين في التأثير على مشاعر الناس بلغة رديئة وأفعال معاكسة، ومحاولة تضليلهم وبث الفرقة والتناحر بين أفراد مجتمعنا الواحد، وإيقاظ الفتنة النائمة، فالإسلام العظيم أنقى وأطهر وأصفى وأبهى من تفاهات هؤلاء العبثيون القصر، وممارساتهم الغبية الرخيصة المفضوحة، حفظ الله بلادنا من كل شر وبلية، وقطع دابرالقوم الفاسدين أينما حلوا وارتحلوا وصاروا وكانوا.