خالد بن حمد المالك
هي الرياض، العاصمة التي لا تغيب عن المشهد، أو تنأى بنفسها عن أن تكون أرض المحبة والسلام، برجلها الكبير الملك سلمان بن عبدالعزيز، وشعبها التواق دائماً للأمن والاستقرار في هذا الكون الواسع، بل وأينما كان للإنسان فيه موطئ قدم ونشاط وعمل.
***
هو هذا البيت الكبير الذي ظل حاضراً وفاعلاً ومؤثراً في كل قضية تمس حياة الناس، باليد الممدودة الحانية، والدعم غير المحدود، والشراكة الحقيقية، حيث الأجواء والمناخات والرغبة في أن يظهر العالم بوجه جميل وصورة حسنة، وأن تسوده الألفة والتعاون من أجل يوم وغد أفضل.
***
بهذه الملامح، وبهذا الانتشاء، تستضيف الرياض اليوم قمة جديدة على إيقاع حركة دؤوبة، تصدر من هنا (من الرياض) حاملة رسالة الإخاء، ومؤطرة بالحوار البناء، ضمن سياسة رسم معالمها، وحدد أهدافها، وجمع شمل العالم حولها، سلمان بن عبدالعزيز.
***
ومن قمة لأخرى، ومن زعيم لآخر، تظل الرياض عاصمة الاستقطاع العالمي، وملهمة بناء أمجاد الأمم، واستحضار التاريخ من فيافيها الواسعة، والتعرُّف على ما يجب أن يكون في ظاهرة تحمل من المعاني والجماليات الشيء الذي تنشده أمم الأرض في مؤتمر يعقد هنا، ويرأسه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان.
***
لا نستبق الأحداث، وعلينا ترقب ما سيعلن من قرارات وتوصيات غداً، حين يعلن رئيس قمة الدول العربية ودول أمريكا الجنوبية انتهاء فعالياتها، وإن كنا نقرأ من هذا الاهتمام الذي توليه الرياض للقمة أن النتائج ستكون بمستوى التحدي والطموح والآمال، وكلها يمكن النظر إليها على أنها إطار ذهبي جميل لما هو متوقع ومنتظر.
***
اليوم تبدأ الاجتماعات، وغداً يبدأ الاحتفاء بالنتائج. وما هو متوقع من هذه القمة بمحاورها وموضوعاتها أن تأتي نتائجها أكثر ملامسة للوجدان العالمي من القمم السابقة، وأن تكون أقرب إلى تناول الهموم مقارنة بما سبقها؛ وبالتالي يمكن القول عنها إنها قمة القمم. والتاريخ سوف يشهد.
***
إذاً، هكذا هي الرياض، واجهة مفضلة لأخذ القرارات الحصيفة، حيث يقصدها الملوك والرؤساء والوزراء، وتختارها الدول لعقد قممها في أرضها، مثلها مثل أي دولة كبرى مؤثرة، بما جعل منها واحة حب ووئام وسلام في عالم يفترض فيه أن ينبذ الإرهاب والظلم وقهر الشعوب.
***
إنه قدرنا الجميل أن يتوجه العالم إلى بلادنا بين الفينة والأخرى، وإلى خادم الحرمين الشريفين من حين لآخر، لخلق فرص أوسع من التعاون السياسي والاقتصادي والأمني، وأن تنطلق من ديارنا هذه الروح العالمية الوثابة، وأن تكون وجهة دول العالم باختيارها الرياض في مكانها الصحيح، حيث يلتئم شمل القادة لعقد مثل هذا المؤتمر في واحدة من أهم عواصم العالم.
***
كل التمنيات لاجتماعات قمة الرياض بالتوفيق والنجاح؛ فأنظار العالم تنتظر ما سيتفق عليه المجتمعون، بأمل أن تكون النتائج بمستوى مواجهة الأخطار التي تطوق الكثير من الدول، وتعبث بالأخرى من الداخل أمنياً، بما لا يمكن القضاء على مثل هذه الظاهرة ما لم تكن هناك قرارات في قمم تحسن قراءة حجم الأخطار، وتعمل مجتمعة في التغلب عليها.