م.عبدالمحسن بن عبدالله الماضي
في منتدى أسبار الشهري تجلى وزير الإسكان الأستاذ: ماجد الحقيل وحَوَّل حالة الحضور من التحفز للهجوم إلى حالة الموافقة والتطلع إلى القادم واستعجال النتائج.. كان لقاءً حاراً ودوداً خالف ما توقعه منظمو اللقاء من خلال رجاءاتهم المتكررة (قبل اللقاء) للضيوف أن يكونوا أكثر لطفاً مع الوزير.. وأن اللقاء ليس للتحقيق معه بل للاطلاع على رؤاه واطلاعه على رؤانا.. ومن شدة التحذير شعر الدكتور زياد الدريس مندوبنا في اليونسكو بالخوف حيث علق في رسالة على مجموعة الواتساب المكونة خصيصاً لهذا اللقاء وكتب: من كثرة النداءات والتطمينات والتنويهات وضوابط المداخلات شعرت أن نسبة الأدرينالين في جسمي ارتفعت.. وتكاد تصل إلى ما وصلت إليه أيام امتحانات التوجيهي أو أيام سقوط صواريخ سكود على الرياض! (انتهى).. المهم كانت التوقعات أن اللقاء سوف يكون طاحناً ملتهباً.. بل إن عقارياً كبيراً علق في ذات المجموعة أنه لن يحضر إذا دُعي إلى اللقاء الكاتب الفلاني.. لكن الوزير الشاب أطفأ كل ذلك بكلمته الافتتاحية التي أعلن فيها أن مشكلة الإسكان مشكلة فكرية ومن ثم عرض أسبابه لماذا يراها كذلك.
ولا أستطيع أن ألوم الزملاء في أسبار على قلقهم كما لا أستطيع أن ألوم المجتمع بعد ذلك على انفعاله فقد بلغ السيل الزبى (كما يقال) في مسألة الإسكان.. حيث ضاع من عمر التنمية الإسكانية أربع سنوات إبان هيئة الإسكان تلتها أربع أخرى بعد تحولها إلى وزارة.. وكلنا يخشى أن تضيع أربع سنوات ثالثة في هواجس وانطباعات بنيت عليها خطط وطنية لم تأت بنتيجة.
أغلبنا تابع كيف انفجرت في وجه الوزير الشاب تلك الغَضْبة التي تناوشته من كل جانب وفي كل الوسائل.. وليس هناك مجال لتحديد هل هي حالة غضب محقة تجاه الوزير أم لا.. لكنها بلا شك رسالة وحالة استفتاء سوف تعطي لفريق العمل في وزارة الإسكان مؤشراً بأن المجتمع حانق ومحتقن وينتظر حلاً.. فالمجتمع لا يفهم كيف أن الدولة أودعت الميزانية المطلوبة مقدماً في حساب الوزارة إلا أنه ورغم مرور عقد من الزمان لا زالت النتيجة فيها صفراً مربعاً للأسف.. لذلك فمن المهم أن تتحدث الوزارة بشفافية إلى الناس وتعرض أفكارها وتؤطرها.. وإلا سوف يتقدم طرف آخر ويجتزئ أي تصريح يصدر من الوزير أو الوزارة ويؤطره في الاتجاه الذي يريده ويثير الناس على الوزارة كما حصل في موضوع القرض المعجل ومن بعدها ندوة أسبار.. من المهم إخبار الناس أن مهمة الوزارة هي الخروج بأفكار إبداعية بمسارات تنفيذية متعددة تتيح خيارات أكبر وتخاطب كل شريحة بذاتها.
والآن دعونا نتساءل: هل الإسكان مشكلة فكرية.. وماذا ستفعله الوزارة تجاه ذلك؟.. أترك الإجابة للزمن.. لكن يحدوني الأمل أنه بقدر ما كانت فترة (2006 - 2010م) مرحلة التعليم العالي وبامتياز.. وفترة (2011 - 2015م) مرحلة وزارة العمل التي شكلت هيكلة السوق السعودي.. بقدر ما أتمنى أن تكون فترة (2016 - 2020م) مرحلة الإسكان وبامتياز أيضاً.