عثمان أبوبكر مالي
انتهى اللقاء (القضية) الذي جمع بين منتخبَيْ المملكة العربية السعودية وفلسطين الحبيبة، ضمن الجولة الخامسة لمباريات المجموعة الأولى في التصفيات المزدوجة المؤهلة لمونديال روسيا 2018م ونهائيات أمم آسيا لكرة القدم بالإمارات عام 2019م. انتهى اللقاء بسلام، وبنتيجة عادلة، بعد أن أُقيم على (أرض محايدة) باستاد عمان الدولي في العاصمة الأردنية الشقيقة، إثر تدخل سعودي رفيع المستوى، وضع حدًّا للشد والجذب اللذين حصلا بين الاتحاد السعودي لكرة القدم واللواء (جبريل الرجوب) رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، الذي تعنت وتعامل مع الموقف بجلافة ومن غير دبلوماسية أو لباقة رياضية تليق بالعلاقة الكبيرة والمواقف التاريخية من المملكة العربية السعودية حكومة وشعباً تجاه الإخوة الفدائيين، وتجاه القضية الفلسطينية برمتها.. وهي مواقف واجبة، لا منّة فيها.
المواجهة انتهت بأقل الخسائر للكرة السعودية، وهي التي كانت جاهزة بمسيريها وأطيافها ووسطها، بل بإجماع شعبي، للقبول بأي قرار مقابل عدم التنازل عن الموقف السيادي والإجماع الوطني بقبول التطبيع مع الكيان الصهيوني بأي شكل، وتحت أي تعبير، حتى إن كان مجرد الذهاب إلى الملعب البلدي برام الله طالما أن ذلك لا يتم إلا عن طريق معابر المحتل الغاشم. المواجهة لا يجب أن تنتهي بانتهاء المباراة، وإنما يفترض أن هناك مواجهة جديدة، تبدأ مباشرة من بعد صفارة (أدهم مخادمة) الأخيرة، يبدؤها الاتحاد السعودي لكرة القدم، ويتولى زمامها ويقودها بقوته ونفوذه و(الدعم) المباشر واللامحدود الذي يجده، وتكون هذه المواجهة في أروقة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ولجنته التنفيذية، ومن خلال عمل (دبلوماسي ورياضي) مشترك، يهدف إلى (استصدار) قرار يمنح المنتخبات الآسيوية (المختلفة) التي ترفض التعامل مع الكيان الصهيوني المحتل حق أداء مبارياتها أمام منتخب فلسطين على أرض محايدة خارج الملعب البلدي برام الله، ويكون ذلك في كل المسابقات وبطولات كرة القدم القارية والدولية، وللدرجات كافة، ويستمر إلى إشعار آخر، وطالما أن الوصول والذهاب إلى الملعب لا يتم إلا من بوابة المحتل الغاشم ومعابره المنصوبة وأختامه اللعينة المرفوضة. إن في ذلك حفاظاً للقضية الفلسطينية نفسها، وتأكيداً للرفض التام للتطبيع بكل أشكاله وحيثياته، بل حتى مجرد التعامل مع المحتل الغاشم، الذي يبسط سيطرته وسطوته على الشعب الفلسطيني ومقدراته وأراضيه، ويتعامل معهم بالنار والحديد والبارود.
كلام مشفر
* فلسطين هي عضو في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم من بين 46 اتحاداً محلياً، ولها كل الحقوق التي للدول الأعضاء الأخرى، لكن ظروف وقوعها تحت الاحتلال الإسرائيلي الغاشم يفرض تحركاً عملياً للتعامل مع وضعها؛ حتى لا يتكرر الصدام الذي حصل في مناسبة أو مسابقة قارية أو دولية أخرى.
* في الجمعية العمومية غير العادية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم التي جرت في يناير الماضي في أستراليا قبيل انطلاق مباريات نهائيات أمم آسيا كان هناك تكتل من بعض دول (وسط آسيا) التي طالبت بالانفصال، واعتبارها منطقة وحدها لخصوصيتها.
* ونجح التكتل، وحصل على رغبته، وأصبحت آسيا بموجب ذلك خمس مناطق بدلاً من أربع، هي الشرق والغرب والآسيان والوسط والجنوب الذي أصبح سبعاً، والوسط الذي أصبح ست دول، من بينها إيران.
* تستطيع المملكة أن تشكّل تكتلاً قوياً، ينجح في استصدار القرار من الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بجعل مباريات فلسطين تقام في عمّان بعيداً عن معابر وسلطة المحتل اليهودي الغاشم، أو أي مكان آخر محايد، ويكون للمنتخبات التي لا تجد مانعاً أو حرجاً من دخول فلسطين عبر المعبر الصهيوني الحق في أن تذهب وتؤدي مبارياتها هناك.
* على الأقل يمكن الوصول مع الاتحاد القاري والدولي بجعل توزيع منتخب فلسطين في القرعة (موجهاً) بحيث يتجنب المنتخبات التي ترفض الذهاب إلى رام الله مثل المملكة وماليزيا، وهناك دول أخرى جاهزة لأخذ المنحى نفسه، مثل أوزبكستان وبروناي والمالديف، ودول أخرى ستظهر حتماً لاحقاً.
* أمام فلسطين أضاع الأخضر فرص الفوز والتأهل المباشر والمبكر بالخروج بالتعادل، رغم الفرص التي سنحت للاعبيه على مدار الشوطين، وكانت كفيلة بخروجه بنتيجة كبيرة، وليس مجرد الفوز.
* ورغم وجود أخطاء للمدرب في التشكيل والتكتيك إلا أن ذلك لم يكن سبب عدم تحقيق الفوز، والخروج بالتعادل؛ فالوصول المتكرر إلى منطقة جزاء المنافس، وتهيؤ فرص تسجيل أكيدة داخل خط الستة، دليل على النجاعة الفنية التي وضعها المدرب، وطبقها اللاعبون، وخذلوا في اللمسة الأخيرة برعونة التهديف.