د.علي القرني
القمة التي احتضنتها المملكة لقادة العالم العربي مع قادة أمريكا الجنوبية تعكس المكانة الكبيرة التي تحتلها كقلب للعالم العربي والإسلامي، وهي دولة كيان مؤسسي يخدم القضايا العربية والإسلامية
باقتدار وتمكن على مر العقود والسنوات منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه-، وإلى العهد الميمون لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله-.
تتميز السياسة الخارجية للمملكة بقوة أداء سياسي في القضايا العربية والإسلامية وقد أسهم هذا التفرد في دعم مستمر لقضايا الأمتين العربية والإسلامية، وهذا ما نشاهده دائماً من قبل قادة المملكة على مر العقود الماضية. ويأتي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -يحفظه الله- امتداداً وقوة لتفعيل الدور السياسي للمملكة، وخاصة في هذه الفترة التي تمر بها الأمة العربية من فوضى واختلالات كبيرة أثرت كثيرا على وحدة الصف العربي وبعثرت صفوفه في أحيان كثيرة، وشوشت على المنظومة الأمنية للعالم العربي.
إن الجهود التي يقوم بها الملك سلمان هي للتاريخ ستكون علامة فارقة، حيث إنه يحفظه الله يعمل بصمت في بناء وحدة عربية كبيرة تساهم في دعم قضايا الأمة وتوحيد صفوفها وتبني مستقبلٍ مزدهرٍ للأمتين العربية والإسلامية. وليس جديداً أن نذكر أن عاصفة الحزم هي بداية جديدة لعالم عربي جديد.. فقد وحدت القوة العربية وأعادت توحيد الصف في تكتل عربي عسكري لإحقاق الشرعية ودعم استقرار الأمن العربي والشرعية السياسية العربية.. كما أن عاصفة الحزم كرمز سياسي وليس كمستهدف عسكري أسست لتاريخ جديد للعالم العربي.. هذا المشهد العربي الذي نعيشه يجب أن نتخيل كيف سيكون لولا هذه المستجدات التي صنعها الملك سلمان في فضاء العالم العربي.
إن الجامعة العربية كانت في أصعب فترات وجودها قبل انطلاق عاصة الحزم، وفي اجتماع القمة العربية السابق في مصر ولدت الجامعة العربية من جديد في ظل تكتل عربي كبير تقوده المملكة مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين وقطر والكويت إلى جانب جمهورية مصر العربية والسودان والمغرب ودول أخرى.
عاصفة الحزم هي رمزية سياسية وهي علامة جديدة وتاريخ جديد في عالمنا العربي، لكونها فرضت هيبة كبيرة للعالم العربي، أو لنقل استعادت الهيبة للعالم العربي، وأوقفت التمدد الإيراني في المنطقة العربية وخاصة في اليمن التي كانت تريد منه إيران أن يكون التفافاً على دولة الحرمين الشريفين، واستمراراً لنهجها التوسعي في المنطقة.. وقد ساعدت العاصفة الحزمية (عاصفة سلمان) في إظهارٍ صارخٍ للانتهاكات الإيرانية لسيادة الدول العربية مثل البحرين واليمن، إضافة إلى العراق وسوريا.
إن مؤتمر قمة العلاقات العربية الأمريكية الجنوبية يأتي في وقت وتاريخ مهم، حيث إن العالم العربي يحتاج إلى حشد عالمي لدعم قضاياه المحورية ويحتاج إلى تفهم عالمي لهذه القضايا ومسؤولياتها الدولية. والمملكة عندما تستضيف مثل هذه القمة فإنها ترسخ لدى العالم المكانة التي تحتلها في العالمين العربي والإسلامي وعلى المستوى العالمي. وعهد الملك سلمان لا شك هو عهد قوة وتمكن للدولة السعودية مما يعطي مكانة دولية أكبر للمملكة في الساحة الدولية، وليس بمستغرب أن يحظى الملك سلمان بهذه المكانة بين الشخصيات العالمية الأكثر نفوذاً في العالم, وهي مكانة يستحقها بين قادة وزعماء العالم.
وهناك صناعة حثيثة لتاريخ جديد للعالم العربي بطلها الملك سلمان بن عبدالعزيز وهو صاحب فكر ورؤية معروفة في العالم، واستطاعت المملكة في عهده وخلال أشهر قصيرة أن تحتل مساحات كبيرة من اهتمامات الصحافة والإعلام الدولي وتتمكن من المحافل العالمية بحكم ما حققه من إنجازات سياسية وأعمال كبيرة للأمة العربية والإسلامية، ومن مبادرات دولية ورؤى سياسية عالمية. ويحق لنا في المملكة أن نفتخر بهذه الشخصية القيادية التي تقود الحراك السياسي العربي والإسلامي فيما يخدم قضايانا ويحقق مصالحنا الإستراتيجية.