علي الصحن
خسر المنتخب السعودي كأس الخليج على أرضه، ثم خرج من نهائيات أمم آسيا من دورها الأول وبشكل لا يليق بإمكاناته وما يجده من دعم كبير من القيادة الرشيدة حفظها الله، إثر ذلك تأكد لمعظم المتابعين ومحبي الأخضر أنه بحاجة لمزيد من العمل والجهد حتى يعود، وأن سياسات العمل الحالية لا يمكن أن تحقق له شيئاً، ولا يمكن ان تضيف له أو تنصف تاريخه... ولكن!! اتحاد الكرة ما زال يمارس نفس السياسة وما زال يدير المنتخب بنفس الطريقة والفكر، وإذا كنا قبل يومين تعادلنا مع فلسطين فالخوف كل الخوف أن يجد المنتخب نفسه خارج السباق في النهاية!!
الفوز على فلسطين وتيمور وماليزيا ثم تجاوز الإمارات كان كافياً أمام البعض ليقول ان المنتخب قد عاد ليرسم على المعشب الأخضر ما يأمله عشاقه ومحبوه، أما الراسخون في المتابعة والعارفين بكل شيء وبقدرات المنافسين فقد كانوا يتوجسون خيفة ويحسون بقلق على المنتخب... وهو ما عبرت عنه بجلاء مباراة فلسطين الأخيرة!!
المشكلة ليست في مباراة تنتهي بالتعادل السلبي فلكل مباراة ظروفها، لكنها في طريقة أداء المنتخب وفي طريقة إعداده وسياسة الاختيار التي يتبعها جهازاه الفني والإداري، وفي متابعة مدربه، وهي أمور تؤثر على المحصلة النهائية للمنتخب.
اتحاد الكرة يوقف لاعبين بسبب مخالفتهم لأنظمة المعسكر والتعليمات ثم يضمهم للمنتخب قبل انتهاء مدة الإيقاف ودون أن يخرج ليبرر ذلك!!
الجهاز الفني يعلن ضم اللاعب نايف هزازي رغم أن اللاعب لم يقدم أي شيء ولم يسجل أي هدف مع فريقه الحالي ورغم أن جمهور فريقه غاضب على ما يقدمه من مردود داخل الملعب... ثم ماذا يعجز زميله المهاجم السهلاوي عن التسجيل فلا يجد المدرب البديل المناسب رغم أن أندية الدوري مليئة بالبدلاء الفاعلين والأفضل!!
الاختيار ما زال مقصوراً على أربعة أو خمسة أندية رغم أن هناك نجوما في فرق مثل التعاون والخليج والفتح على سبيل المثال يستحقون المشاركة أساسيين مع المنتخب، بل إن الأندية التي ينضم لاعبوها للمنتخب تجري وراء نجوم الأندية الأخرى وتعرض الملايين من أجل ضمهم لصفوفها!!
مدرب المنتخب مارفيك الذي جاء بعد انتظار دام ثمانية أشهر ما زال عاجزاً عن تقديم الإضافة المطلوبة، وأعتقد أن السبب في ذلك هو عدم متابعته الدائمة للمنافسات المحلية وحضور جميع المباريات والالتقاء بمدربي الأندية ومعرفة ظروف وأحوال لاعبيه والدخول معهم بشكل أكبر!!
لاعبو المنتخب عليهم العطاء بشكل أفضل وتحمل المسؤولية التي شرفوا بها، وأن يدركوا أن التاريخ الذي يحفظ أسماء سامي الجابر والثنيان والنعيمة وماجد وصالح خليفة وجميل وأبناء الدعيع والجمعان وأنور قادر على تجاوزهم بسهولة.
وضع المنتخب بحاجة للكثير واتحاد الكرة مطالب خلال الفترة المتبقية من ولايته أن يعمل على إصلاح الأوضاع ورسم الخطط التي تعيد منتخب الثمانينات والتسعينات.. ولعل الوقت يسعفه لترك بصمته قبل الرحيل.
كأس المؤسس يا رئيس الهلال
تاريخ الهلال لامع ساطع مميز.. وازداد هذا التاريخ لمعاناً وسطوعاً وتميزاً بتفرده بكأس المؤسس الذي يعد الجوهرة الأثمن والأغلى في عقد الهلال المرصع بالجواهر والدرر، وعندما تقرر إدارة النادي وضع صورة كأس المؤسس على قمصان فرق النادي فهي تعيد صياغة التاريخ وطريقة تخليد هذا اللقب التاريخي الأثير وتأكيد مجد ناديها التليد الذي لا يقاربه مجد ولا ينافسه تاريخ!!
قبل ست سنوات ونيف قلت في هذه الزاوية تحت عنوان (كأس المؤسس... كأسكم يا رئيس الهلال):
(أقترح على الهلاليين - وعلى إدارة الأمير عبد الرحمن بن مساعد - أن تفعل تاريخ هذا الكأس الغالي وتستثمر قيمته التاريخية، وذلك بأن تجعل من شكله والمعلومات الموثقة عليه شكلا جماليا تذكاريا داخل النادي بحجم كبير يلفت إليه كل من يدلف النادي، وأن تصنع منه تذكارات تاريخية، يمكن لأي هلالي الحصول عليها مقابل قيمة مادية معينة، كما تجعل من تصميمه تصميم الدروع التذكارية التي يقدمها النادي في مناسباته الخاصة، وغير ذلك من الأفكار التي لا تغيب بالتأكيد عن فطنة الإدارة الهلالية والقائمين على الاستثمار في النادي.
إن لكأس المؤسس قيمة تذكارية تاريخية، وقد أكدت الجماهير الهلالية هذه القيمة عندما أتيحت لها فرصة التصوير مع هذه الكأس، وحري بالهلال أن يستفيد من هذه القيمة بجانب استفادته من الكأس واللقب التاريخيين اللذين منحا النادي تميزا عن غيره من الأندية، فهل يستشعر الهلاليون ذلك، ويؤرخون للقبهم الكبير، ويسترجعون تفاصيله في كل مناسبة... أعتقد أنهم سيفعلون ذلك، وأن الأمر لم يغب عنهم بالتأكيد).
هنا أُعيد ما كتبته آنذاك وأتمنى من إدارة الأمير نواف بن سعد التي تخطو بسرعة في عملها من أجل النادي وتاريخه والحفاظ على مكتسباته أن تفعل الاستفادة من كأس المؤسس وقيمته التاريخية بشكل أكثر من وضعه على قمصان لاعبي الفريق الكروي، هذا الكأس الخالد يجب أن يكون قرين شعار النادي في كل اللحظات والمناسبات، فهو اللقب الذي لا يمكن لفريق أن ينافس ناديهم عليه وهو اللقب الذي يعد تاج الألقاب التي طرزت نسيج وتاريخ هذا النادي العريق.
مراحل... مراحل
- في اللحظات الصعبة يتجلى النجوم الحقيقيون ويظهرون لصناعة الفارق... تماماً كما كان يفعل سامي الجابر عندما كان يقود الأخضر قبل سنوات!!
- الهداف الحقيقي يجب أن يعمل على صناعة الأهداف والمساهمة في فتح المجال لزملائه للتسجيل، وليس مجرد البقاء أمام المرمى في انتظار كرة عرضية من هنا أو هناك لتغيير اتجاهها فقط!!
- الهداف عملة صعبة والأندية حاولت حل المشكلة بالتعاقد مع هدافين أجانب، لذلك نجد أن الخمسة الأوائل في ترتيب هدافي الدوري السعودي هم من اللاعبين الأجانب.. فيما يغيب نجوم وهدافو المنتخب عن قائمة الـ 10 الأوائل!!
- معظم البرامج الرياضية الفضائية من سيئ إلى أسوأ... لا من ناحية الإعداد ولا الضيوف ولا الموضوعات محل المناقشة!!
- عندما كان يسجل كانوا يقولون هداف من أنصاف الفرص، وعندما غاب تحدثوا عن صناعة اللعب!!