علي الصحن
خرج الهلال من دوري أبطال آسيا، وكثير من الهلاليين يرون أن الخروج قد رسم ملامحه منذ مباراة الذهاب مع الأهلي الإماراتي بسبب عجز كمدرب الفريق دونيس عن الدخول بالقائمة المناسبة للقاء وعدم قدرته على احداث تطورحقيقي في الفريق في لقاء الإياب الذي لعبه بدون ثلاثة من أهم عناصره.
الخروج من بطولة ليست نهاية المطاف وليس مطلوباً من كل فريق أن يحقق ألقاب كل البطولات التي يشارك فيها، حتى وإن حول بعض البطولة إلى قضية، وفرصة للشماتة من الفريق وهم الذين لم يحققوها من قبل ولا يبدو في المستقبل المنظور أن فرقهم قادرة على تحقيقها!!
خروج الهلال أمر عادي يحدث كل يوم في ملاعب كرة القدم، والأهم ان يستفيد القائمون على الفريق منه ومن فرصة أن أنصاره قد تقبلوه وتعاملوا معه بشكل ايجابي، بسبب الظروف التي توالت على الفريق والصافرة الظالمة التي تلاحقه في كل معتركاته القارية وأخيراً وهو الأشد مرارة غياب ثلاثة لاعبين مهمين بسبب تصرفاتهم غير المسئولة.
جماهير الهلال تحب فريقها ولا تراهن على غيره ولا تجامل في حبه ولا يهمها سواه، ومن المؤكد أنها لن تنسى ما فعله الفرج وشراحيلي وديقاو من تصرفات ما كان للاعبين محترفين يعرفون مالهم وما عليهم أن يقعوا بها، جماهير الهلال التي صفقت لضبط النظام في الفريق تعرف أن فريقها لا يقف عند اسم ولا يتأثر عند غياب اسم، وإذا كانت إدارة النادي جادة في صناعة فريق محترف يعرف ما يقوم به فعليها من الآن أن تعمل وأن تستغل الوقفة الجماهيرية معها لإعادة ترتيب أمور الفريق، والبدء في تصريف لاعبين لا يمكن أن يفيدوا الفريق ولا يمكن أن يقدموا له أي شيء رغم ما يحصلون عليه، ورغم ما قدمه له الهلال مادياً ومعنوياً.
لن يضر الهلال أن يرحل ثلاثة أو ستة لاعبين يتركون مكانهم للاعبين شبان لديهم الاستعداد لخدمة الفريق والإخلاص لشعاره بدلاً من خذلانه في مناسبات عدة، ولن تندم جماهير الهلال على رحيل لاعبين أياً كانت أسماؤهم مادام الأمر في صالح فريقهم ومستقبله.
حينما يدفع لاعب ما أياً كان حجمه وصيته وجماهيريته الثمن سيدرك البقية... ماذا يعني الهلال، وماذا يعني أن تلعب للهلال، وأي خسارة هي إبعادك من الهلال.
رياضتنا في منعطف صعب...!!
رياضتنا تمر بمنعطف صعب، وكرتنا تتراجع ونحن نكتفي بالفرجة، في مرحلة مضت من الزمن كان منتخبنا يقف على قمة الكرة الآسيوية، وكانت أنديتنا لا تجد صعوبة في قطف ثمار البطولات الخارجية، وكان الأخضر أحد أركان المونديال، لكن لا شيء يدوم مع التراجع في العمل والثقل في الهمم!!
اليوم أصبحنا نفرح بفوز عابر ونتيجة مؤقتة، أصبحت البرامج الفضائية تجعل من فوز عادي أمراً ملهماً وعودة إلى حقبة كانت ملء السمع والبصر، اليوم أصبحنا نبحث عن الفوز في مباراة بعد أن كانت الطموحات لا تتوقف إلا لحظة رفع كأس الذهب... تراجع المنتخب وتراجعت الأندية وتزايدت المصروفات وارتفعت حدة الاحتقان وأصبحت البرامج الفضائية التي انتظر الناس إيجابياتها تحقن التعصب ليل نهار في أوردة جاهزة للاشتعال!!
اليوم لم يعد المنتخب منتخب النجوم، ولم يعد قادراً على تحقيق أسهل البطولات، ولم يعد اتحاد الكرة الاتحاد القادر على إدارة الكرة السعودية كما يجب، ولم تعد الأندية قادرة على المنافسة خارجياً واكتفت ببطولاتها المحلية، ومن يدري فربما يأتي اليوم الذي يركل فيه المشجع ميوله ومتابعته ويهجر المدرج... وعندما يغيب الحافز يغيب معه كل شيء!!
اليوم أصبح التراشق بأسوأ العبارات ورمي التهم وقذف الناس أسهل شيء، وأصبح مجرد مخالفة الشخص في الميول أو الرأي مبرراً لدى البعض للنيل منه والكذب عليه والقول عليه بما ليس فيه، وهنا لم يعد الأمر مقتصراً على مدرج معين ولا على لون معين، بل معظم الألوان دخلت في السباق، ومعظم الميول أصبحت ترفع بيارقها لشتم الآخر، لا الأندية قادرة على فعل شيء، ولا أحد قادر على الرد بشيء... هناك من يضحك بأسى، وهناك من ينتظر تدخلاً يعيد الأمور إلى نصابها...!!
في هذا الصدد ربما يتجاوز المرء عن أسماء افتراضية تكتب في مواقع التواصل الاجتماعي ولا ينظر إليها، ولكن ماذا عن إعلاميين معروفين وبرامج معروفة لا تكف عن صب الزيت على النار تحت ذريعة الإثارة، وجذب المشاهدين.. وللأسف أن هذه البرامج وفق نظر معظم عقلاء الشارع الرياضي هي أحد أسباب التعصب، لكونها غير قادرة على ضبط توجهاتها ولا توجهات ضيوفها والقائمين عليها!!
عندما يستعرض قارئ ما ما يكتبه بعض الإعلاميين وما يقولونه في البرامج التي فتحت لهم ذراعيها يستغرب كيف يتحدثون وكيف يفكرون وكيف يستنتجون... ويستغرب كيف تتناقض مبادئهم وتختلف آراؤهم ومواقفهم حسب الميول والألوان!! ويتساءل من سيكون قادراً على ضبط الأمور وإعادتها إلى نصابها الصحيح..؟؟
رياضتنا الجاذبة يوماً ما توشك أن تكون غير ذلك، وإن لم يكن هناك تدخل حازم جازم فسيتواصل تراجعها، وتواصل غيابها وغياب إنجازاتها الدولية، وسيظل الجميع بين حجري رحى يتنافسون في الداخل وينال الواحد من الآخر...وتبقى الجعجعة بلا طحن مفيد ويذهب كل في حال سبيله فلا رابح حقيقيا في النهاية....!!
مراحل... مراحل
- اتحاد الكرة خذل الهلاليين يغيابه عن المشهد في الاحتجاج الهلالي... ولولا البيان الضعيف الذي صدر بعد الاحتجاج لشك بعضهم أن الاتحاد لم يعلم عن هذا الاحتجاج أصلاً!!
- قال: سنقف مع الهلال... ليته يقول: كيف كانت هذه الوقفة؟؟
- شكل الأمور في ذلك الفريق عادت لوضعها الطبيعي!!
- بعض من يدعون حب الهلال في تويتر، يسيئون له من حيث لا يعلمون، أدبيات الهلال وتاريخه لا تتقبل بعض ما يقومون به باسم الهلال!!
- مباراة الهلال والاتحاد هي إحدى مباريات القمة في المنافسات السعودية وتجمع الفريقين الأكثر بطولات وتنافس خلال السنوات الأخيرة... أعتقد أن الجميع موعود بمباراة كبيرة مثيرة بين المتصدر والباحث عن عودة قوية.
- ماذا قدم العابد وسالم وعزوز للهلال خلال السنتين الأخيرتين.. لا شيء!!
- الموهبة في عالم كرة القدم لا تكفي، الموهبة تحتاج إلى طموح وإرادة وإدارة حتى يكون لها وقع ولصاحبها تأثير.
- مدرب النصر الجديد... كان لاعباً عالمياً وذا صيت ذائع كلاعب كرة القدم، لكنه كمدرب مازال في خطواته الأولى.... والحكم عليه مازال مبكراً!!