عبد العزيز بن علي الدغيثر
بصراحة لم يقدم لاعبو منتخبنا وخلفه مدربه المستوى والأداء المأمول والمتوقع منهم ولم يتفاعل اللاعبون والأجهزة الفنية والإدارية مع حسم الأمر ونقل المباراة خارج أرض المنتخب الفلسطيني ووضعها في أرض محايدة رافضاً رفضاً كليا فرض إرادة سياسة وطن شامخ يقود أعز أمة خلقت على الوجود إنها الأمة الإسلامية أعزها الله، وقد ساعد لاعبو المنتخب السعودي لاعبي المنتخب الفلسطيني على توقف انتصارات الأخضر بمباركة من مدربه الحاضر الغائب والذي لم يوفق إطلاقا في اختيار التشكيلة المناسبة والعناصر التي تصنع الفارق أمام منتخب متواضع وأقل إمكانيات فنية ومعنوية، وفقد المنتخب أول نقطتين بعد أن حقق العلامة الكاملة في الفوز في المباريات الأربع السابقة، والحقيقة أن ما شاهدناه من عشوائية وتخبط دليل على ابتعاد المدرب وعدم متابعته للاعبين وكل ما أخشاه أنه كسابقه يطلب من مساعديه الاختيار وإعطائه الأسماء فقط وإذا كان المنتخب لم يستطع تجاوز المنتخب الفلسطيني في مباراة الذهاب إلا بصعوبة وبحلول فردية ويوم الاثنين الماضي يخرج متعادلا وهو مرشح لتجاوز المنتخب الفلسطيني بعدد وافر من الأهداف عطفا على فوارق فنية عدة تصب لصالح الأخضر وبغض النظر عما صاحب اللقاء من شد وجذب والتأخر في تحديد المكان إلا أن جميع الأعذار تتلاشى وتذهب عندما تبدأ المباراة خاصة إذا كان جميع أفراد المنتخب لاعبين بعقلية احترافية وثقافة الفوز فقط مافي إذهانهم ولكن مع الأسف لم نشاهد أي من ذلك وإذا لم يعمل المسؤولين عن المنتخب على تلاشي السلبيات وإعادة النظر في سياسة المنتخب ومدربه فإن القادم سيكون أصعب وهذا ما لا يتمناه الرياضيون جميعا.
رياضتنا أزمة مال وفكر
لا يتداول من حديث للناس هذه الأيام في الشارع السعودي كاملا سوى مبدأ (الفكر) والذي أطلقه وزير الإسكان ووجد رواجا واستهجان غير مسبوق بل وصل إلى درجة السخرية من البعض غير مدركين بأن الفكر هو الأمر الضروري والملزم لتواصل التميز والإبداع ودائما ما يكون المفكرون هم الأبرز على مختلف الأصعدة وإذا كان الفكر مطلبا لوزير الإسكان فإنني أعتبر الفكر مطلبا في جميع متطلبات الحياة وخاصة الخدمية منها والاقتصادية وتأتي الرياضة لدينا في مقدمة المصالح التي تعمل في ظل غياب الفكر عن منهجيتها وعملها وهذا ما جعلها تصل إلى درجة كبيرة من التراجع والهبوط إلى درجة الحضيض وأصبحت مشاكلها ومصائبها تفوق مشاكل أي قطاعات أخرى فاليوم يغيب الفكر تماما عن عمل إدارات الأندية إضافة إلى غياب المال الذي لا يمكن أن يكون أو يتوفر من دون عمل يحمل الفكر الاستثماري ولو توفر هذا الأمر وهنا أقصد المال بأي طريقة كانت فإنه سيذهب كما تذهب النار بالهشيم.
واليوم وبسبب هذا الغياب نجد تعدد المشاكل والتخبطات والتي نتج عنها عدة مشاكل ولا للحصر ولكن منها تغيير المدربين غير المعقول وكذلك الفشل الذريع في جلب اللاعب الأجنبي المتميز وإحضار لاعبين ذي مستوى متدن ناهيك عن بقية التعاقدات العشوائية مما سبب الكوارث لمعظم الأندية ناهيك عن غياب الاستثمار الرياضي والذي لا يمكن أن يكون بدون إدارات تملك وتحضى بالفكر استثماري والاقتصادي والذي من خلاله يستطيع النادي أن يتكفل بمصاريفه وأكثر كما هو موجود في بقية أندية العالم وإذا ما استمر العمل العشوائي وغياب الفكر الإداري أولاً والاستثماري ثانياً فإن الأمر مرشح لزيادة التأزم وكثرة المشاكل والتي أصبحت تلوح في الأفق من جميع الجهات الداخلية والدولية ولكن إلى متى؟؟؟؟؟
نقاط للتأمل
- بعد انفراج أزمة مكان إقامة لقاء المنتخب السعودي مع المنتخب الفلسطيني خيب لاعبو الأخضر تطلعات محبيه بتعادله السلبي وفقدان نقطتين كان أحق بها لو كان هناك تركيز أكثر ومنهجية واقعية وتنظيم داخل خطوط المنتخب.
- هذا الموسم مختلف لدى النصراويين على مختلف الأصعدة ويبقى تمرد اللاعبين أمر استثنائي فعودة الحارس جاءت عملية بعد أشبه بالقيصرية ولاعب الارتكاز تؤكد المعلومات أنه في بلد غير البلد الذي يعالج فيه وأكثر من لاعب يتقدم بشكوى مطالبا بمستحقاته فعلا إنه موسم استثنائي.
- إذا صحت المعلومة أن مدرب المنتخب لا يتواجد داخل المملكة ولا يتابع مباريات الدوري ولا أداء اللاعبين ويكتفي بالحضور فقط وقت المباريات فإن هذا الأمر يعتبر أمرا غير معقول ولا مقبول ويجب أن تتدخل جهات رقابية لكشف ملابسات الموافقة على من أقر ووافق على هذا الشرط الغريب.
- بكل أمانة ومع كامل احترامي وتقديري للاعب الخلوق تيسير الجاسم الآن عرفت لماذا لا يحقق النادي الأهلي الدوري إذا كان مجهود لاعب مثل تيسير يذهب هباء منثورا كما حدث في مباراة المنتخب وحارس المرمى يقول له سجل ويطوح بالكرة خارج المرمى.
- إذا ما استمر الضغط الإعلامي الاتحادي على الإدارة الاتحادية لإلغاء عقد المدرب فإن نادي الاتحاد سيضرب رقما قياسيا في عدد إلغاء عقود المدربين خلال السنوات القليلة الماضية حيث بلغ العدد حوالي 19 مدربا إلى يومنا هذا وهنا نؤكد غياب الفكر والمنهجية في أسلوب التعاقد مع المدربين.
- خالد الغامدي يذهب إلى لجنة المنازعات لتقديم شكوى على إدارة ناديه وسبقه اللاعب الغائب إبراهيم غالب وهناك مدراء أعمال لاعبين سارو بنفس الخطى فأي أجواء صحية يعيشها اللاعب داخل ناديه وكيف تتطلع منه أن يقدم المستوى المأمول في ظل عدم منحه حقوقه أليس غياب الفكر الإداري والمالي خلف هذه المشاكل.
- اللاعب عبدالملك الخيبري على وشك دخول الفترة الحرة والأنظار مسلطة عليه وناديه لا حول له ولا قوة في ظل الشح المالي وغياب السيولة ونفس الأمر ينطبق على اللاعب شايع شرحيلي الذي رفض عرض ناديه والذي لم يكن مقنعا له إطلاقا فهل نشاهدهما في أندية أخرى؟
- لا يمكن أن يتبدل حال الفريق النصراوي ولا يمكن أن تراهن عليه جماهيره محليا أو آسيويا مالم يتم استبدال أجانبه الثلاثة والإبقاء على المهاجم مانقا وهنا لابد من وجود الفكر في إبرام التعاقدات وعدم تبذير الأموال وزيادة المديونيات فالنادي ماهو ناقص مصايب.
- خاتمة (لا تندم على حب عشته حتى لو أصبح ذكرى مؤلمة... فإذا كانت الزهور قد جفت وضاع عبيرها... ولم يبق منها غير الأشواك... فلا تنسى أنها منحتك عطرا جميلا أسعدك...).
وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي من كل يوم جمعة عندما ألتقي بكم عبر جريدة الجميع (الجزيرة) ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.