خالد الربيعان
اللاعبون السعوديون حاضرون في الملاعب.. غائبون في المآتم! بهذا المثل المستحدث يمكننا ان نصف حال الرياضي العربي خصوصاً السعودي تجاه أفراد مجتمعه.. فالسؤال هو: هل العلاقة بين المشجع وبين الفرد المرتبط باللاعب بظروف الزمان والمكان والأحداث هي علاقة متفرج ومؤدٍ؟! مشجع ولاعب.. مراوغة تقابلها صيحة استحسان.
ثم تسير الأمور ليخرج اللاعب من الملعب لتنقطع صلته بالعالم الخارجي ومحبيه وجمهوره ومشجعيه ودافعي راتبه وهو الأمر المؤلم.. ليكافئ اللاعب مجتمعه بالانعزال عنه والانغلاق على نفسه وممارسة السلبية إزاء المصائب والمآسي المستحدثة والمستجدة في مجتمع اللاعب ودولته فأين اللاعب وأين الأندية من دورها تجاه أفراد مجتمعها.. وما هو دورهم الاجتماعي الواجب عليهم أداؤه فرضاً نقول وليس تطوعاً؟!.
نرى بالخارج لاعبين في منتهى الشهرة والغنى غاية في الالتزام بالجانب الأخلاقي الذي يصب في مصلحة اللاعب أولا قبل مجتمعه، فأصبح تقييم أشهر وأغلى لاعبي العالم لا يعتمد فقط على الموهبة وحدها بل وصل الأمر لتقييم اللاعب أخلاقيا.. والذي ينقلنا بالضرورة الى مفهوم مسؤولية اللاعب الاجتماعية!
في اختيارهم للاعب القرن الماضي تحير النقاد والمحللون والمدربون والمهتمين بالشأن الكروي في الاختيار بين موهبتين فذتين إحداهما البرازيلي بيليه.. والأرجنتيني مارادونا.. ورغم تفوق دييجو الأرجنتيني كروياً ومهارياً باعتراف النقاد.. إلا أن اللقب حسم للبرازيلي الأقل موهبة في رأيهم فقط لنقطة في غاية الأهمية.. هي انه خلوق.
بشكل شخصي اجزم انه ينعكس على اللاعب نفسياً لشعوره بأدائه جزءاً مهماً عليه كان ينبغي عليه عمله.. فلاعب كـ «كانوتيه» يتبرع بالملايين لبناء مسجد بأشبيلية.. ورونالدو يبدع في فن المسؤولية الاجتماعية وميسي يتبرع بمستشفى للسرطان.. وايتو يساهم في مسقط رأسه بجزء كبير جداً من أرباحه في العمل الخيري.. وايسيان له مؤسسة خيرية تحمل اسمها بغانا. ودروجبا على نفس النهج يسير، فهذا وان دل يدل على ان السائر على درب هؤلاء لا بُدَّ ان يفعل مثلهم قلباً وقالباً.. شكلاً وموضوعاً
أصبح هم اللاعب العربي الأول هو محاكاة مراوغة ليو رونالدو ثم لا يكلف نفسه بالنظر إلى نفس اللاعب خارج الملعب.. واخر يقلد احتفالية دروجبا بعد التسجيل ويتعمد تجاهله في التسديد.. تسديد الدين لمجتمعه بالطبع.
الخير لا مكان له وليس له فرد يؤديه، بل هو واجب على الجميع وفرض عين على كل ذي مال وكل مقتدر مالياً ومعنوياً. ففي أوروبا نرى أشهر لاعبي العالم يستغلون شعبيتهم الجارفة بأعمال جيدة تساهم في رفع اسمه اجتماعياً، وهذا اضعف الإيمان نقولها للاعبينا! وهم بشكل دوري ومبرمج يلاعبون ويتوددون للمحتاجين والأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ومرضي السرطان في كثير من المشاهد والصور. في ذات الوقت الذي نرى فيه اللاعب السعودي أو مدير أعماله لا يوجد لديه خطط للمسؤولية الاجتماعية ولكن ما يريده هو ثمن للحملات الترويجية (الخيرية!).. ثم ينام هانئ البال مطمئنا إلى اكتمال رسالته الاجتماعية على خير ما يرام.
أخيراً
كنت أتمنى ان يكون لنا رموز كروية بحق يحتذى بهم كقدوة لشبابنا ولكن لاعبينا لهم قدوات أجنبية عملاقة وأتمنى منهم أن يحتذوا بهم بنقل فنهم في المسؤولية الاجتماعية إلى مجتمعهم مع الأخذ بالاعتبار ثقافتنا الدينية.