يوسف بن محمد العتيق
كتب التراث سواء كانت فقهية أو تاريخية أو أدبية على بساطتها وسهولة لغتها في أكثر الأحيان إلا أنها تحتاج إلى قاعدة علمية تنطلق منها قبل القراءة فيها. فكتب التراث تمثل عصراً غير عصرنا، وبالتالي فهناك مصطلحات وكلمات فيها لم تعد متداولة الآن كما كانت في السابق.
كتب التراث لها منهجها في النقل عن الكتب الأخرى، وكتب التراث في ظل قلة الورق وندرته كان مؤلفوها يعتمدون على اختصار بعض الكلمات لندرة الوراق فتجد الكلمة كتوبة بشكل مختصر، لكن ابن ذلك العصر أو العالم بمنهجية تلك الكتب يستطيع فك هذه المختصرات وبالتالي التعامل مع هذه الكتب.
فعلى سبيل المثال كان عالم الحديث في السابق يقول وهو يروي حديثاً نبوياً (حدثنا فلان)، فكان المؤلف يختصر كلمة حدثنا إلى (ثنا) وحين يقول (قال حدثنا) فإنه يختصرها إلى (قثنا) وهكذا في رواية الحديث النبوي الشريف.. الشاهد هنا أن علماء الأدب لهم مختصرات ومثلها كتّاب التاريخ، وهكذا المؤلفين في الفقه، فقبل أن تتهم هذه الكتب بكتابة عبارات غير مفهومة تأكد من مصطلحات تلك الفترة وكيف كان أهلها يكتبون مؤلفاتهم!!.