فهد بن جليد
لو تعلم النساء ما في المطبخ من فوائد لما غادرنه، وما سمحن لأزواجهن وأولادهن بالأكل خارج المنزل؟!.
هذا مُلخص دراسات غربية، أكدت بالأبحاث أن الطبخ وتناول الطعام داخل المنزل (لخمس وجبات) أسبوعية على الأقل، يساعد في إطالة العمر بنسبة 47% بأمر الله، أكثر ممن يتناولون جميع وجباتهم من المطاعم الخارجية، تبعاً لنوعية الطعام، والشعور بالسعادة، والدفء العائلي!.
باحثون من تايوان وإسبانيا أكدوا هذه الحقيقة العلمية مُنذ نحو عامين، بينما توصل باحثون من كندا - هذا الأسبوع - إلى نتائج إضافية مُذهلة، نقلتها عنهم صحيفة (واشنطن غلوب)، تقول نتائجها إن صحة ومزاج أفراد الأسرة يتحسّن، تبعاً لعدد الوجبات المُحَضّرة داخل المنزل، والتي يتم تناولها جماعياً بشكل مشترك بين أفراد العائلة، بدءا من صحة القلب، ووصولاً لجمال مظهر (الشاب والفتاة)؟!.
الأكل المنزلي (لمرة واحدة) أسبوعياً، يساعد على التحكم في كتلة الجسم، ويؤثر مباشرة على تحسين الطول والوزن، وتحديد محيط الخصر، وكلما زادت عدد مرات تناول الطبخ المنزلي وسط الأسرة، زادت فرص الحصول على (صحة ومظهر) أفضل!.
الحقائق العلمية الجديدة، والتي ساهمت جامعة (هارفارد) في نشرها أيضاً، جعلت الكثير من الأسر الأمريكية تتوافق لتحديد (يوم عائلي) يتم خلاله الالتقاء بأفراد الأسرة، وطهي الطعام، وتناوله جماعياً، بهدف تحسين المزاج العائلي، ومساعدة الصغار على التماسك الأسري، والتعرف على عادات مجتمعية، ومفردات لغوية، لا يمكن اكتسابها من خارج إطار الأسرة، بالمقابل تبدو الحالة عند (العائلات العربية) مُخيفة ومُقلقة؟ فنحن نكذب على أنفسنا بأننا متمسكون أصلاً، بمثل هذه العادات، ومحافظون على هذه الطباع الأسرية؟!.
بينما مُعظمنا اليوم - للأسف - يتناول طعامه (خارج المنزل) تبعاً لظروف العمل، أو الدراسة، الحُجج والأعذار كثيرة للتهرب من (سفرة العائلة) التقليدية، فهل أخذنا من الاستقلالية، والتحضّر والتطور، أسوأ ما فيها؟!.
من يشعر (بلذة) الأسرة مُجتمعة، ويلمس فائدة التقاء أفرادها على الطعام - قبل الدراسات الغربية - لا يتنازل عن ذلك مهما علت مسؤولياته، وزادت مشاغله، أما المُشاهد فإن الأب في الاستراحة، والأم عند الجيران، الشباب في المقهى، البنات في المطاعم، والأطفال وقعوا (فريسة) الوجبات السريعة، ومن بقي في المنزل (غالباً) ما يأكل لوحده، بل إن الوجبات تُحضر في الكثير من المنازل، ويطلب أفرادها وجباتهم الخاصة (من الخارج) بدعوى نأكل من المطعم، ولا تطبخ لنا الخدامة؟!.
هذا التشخيص (غير مبالغ فيه)، وأشبه بالحقيقة المُحزنة، أطال الله في أعمارنا جميعا!.
وعلى دروب الخير نلتقي.