يوسف بن محمد العتيق
لن أتحدث هنا عن دوافع الكثير من الأسر من وسط الجزيرة العربية إلى بلدة الزبير في قرون وسنوات مضت، فهذا يحتاج إلى بحث وحديث مطول، وإنما حديثي هنا عن أن هذه الأسر ذات الدوافع المتعددة في الهجرة أسسوا إرثاً علمياً وثقافياً وحضارياً واجتماعياً يستحق التسجيل والرواية بل والفخر، وهم كذلك بحمد الله، حتى أن الملك سعود رحمه الله حين زار العراق في زيارة رسمية، كانت الزبير إحدى المحطات المهمة له في هذه الزيارة المشهودة.
بعض أبناء هذا الوطن كتب عن الزبير كتباً علمية واجتماعية وثقافية كان لها حضوراً كبيراً، لذا لم يذهب بعيداً من تحدث عن علماء نجد وكان لعلماء الزبير من أصول نجدية حديثاً عنهم.
هجرة أبناء الزبير إلى العراق هجرة تذكرنا بهجرة الحضارم إلى شرق آسيا, حيث كانوا رسلا ودعاة لبلدهم الأصلي ودينهم الحنيف، وهم في الوقت نفسه نواة صالحة في أي مجتمع يحطون رحالهم فيه، وهذا ما يجب أن يذكر فيشكر لهؤلاء وأولئك.
وعليه فمهما كتب عن الزبير من دراسات توثق هذا المشهد الرائع فإننا نحتاج للكثير من توثيق هذا الإرث العريق.
وقبل أن يلقي القلم عصا التسيار لابد من همسة شكر في أذن أخينا الأستاذ عبدالله بن محمد أبابطين حين أعلن عن وضع قسم خاص في مكتبة سدير الوثائقية لكل ما كتب عن الزبير لتكون مرجعاً للباحثين.